من رموز التغيير في القرون الأولى
نجد من خلال قراءتنا للتاريخ بأن كل قرن ينشق فيها المجتمع إلى صفين, صف يدعوا للحراك والتفاعل والتجديد والنقلة النوعية في وسطها ورفع شأنها والتغيير من حالها , والصف الآخر المرجفة والمتخلفة والراجعة نحو السكون والخمول والتقاعس بل أكثر من ذلك تسلك طريقا نحو فتح مدرسة تدعوا بوضع العراقيل وتأجيج الطريق نحو الشخصيات الفاعلة والمتغيرة في وسط الأمة.
فلو أن الأمة أخذت بالركب من المعني بأدب الرسالة الخالدة المتمثل بكتاب الله المنزل على نبيه المرسل والمتمثل بالنبي المصطفى محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبالعترة الطاهرة , لتسلحت ولتمسكت الأمة بالكثير من العلوم والمعارف التي تجعلها ترقى على الأمم الأخرى , ولكنها أبت وعلت وعتت عتوا كبيرا .
فالقرني الثاني والثالث حصل فيهما التغيير ووقفت الأمة على نقلة جديدة لم تكن معروفة ,فالقرن الثاني دخول المعارف على الحاظرة الإسلامية بترجمة أدب الفرس والهند على يد ابن المقفع ,وأما القرن الثالث فتغير تغيرا مخالفا عن القرن الثاني وانحنى عنه بطرح الموسوعات العلمية التي اثرت المجتمعات بالغزارة العلمية المختلفة والمتشعبة في فنون النقد في التفسير والحديث والأدب وفنونه ,وفي الطب والحيوان وأخلاق البشر , وتمثل هذا القرن في ابن قدامة والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم .
وفي ختام كلمة سماحة العلامة ( أبو عدنان ) ألفت انتباه الحظور بتخليد ذكرى وفاة الإمام الحسن المسموم والمظلوم (عليه السلام ) , وتنبيه الخطباء بأن لا نقف في قضية الصلح , والتي من خلالها تصور للكثير بأن الإمام الحسن (عليه السلام ) بالجليس في الدار والبعيد عن قضايا الأمة , وإنما علينا بالتجديد في الطرح , وعدم التقصير .
للإستماع للمحاضرة
أو من خلال الرابط