مفهوم الأخوة والمحبة بين أفراد المجتمع

مفهوم الأخوة والمحبة بين أفراد المجتمع

عدد الزوار: 515

2009-08-14

      فالإنسان يتشكل من جانبين الروحي والمادي بين الصحة والسقم وبين العقل والجنون وبين الطاعة والمعصية , وإن للكون إلاه وهي لا تدركه الحواس , فأودع الله سبحانه في الإنسان جوهرة وهي العقل , من خلاله يرتقي ويتنور ومن خلاله أيضا يهوي الإنسان في الجهل والظلام , فجاء الحديث عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : (لما خلق الله العقل استنطقه , ثم قال له : أقبل فأقبل , ثم قال له : أدبر فأدبر , ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب أما أني إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب) , من هذا الحديث يبين لنا بأن الله باستنطاقه لعقل الإنسان دلالة على تفضيله وتكريمه على سائر الخلق , ودلالة أخرى على التسليم المطلق للتشريع الإلهي بإقباله وإدباره من الأمر الإلهي .

   فموقع الفرد من ذلك الحديث القدسي الشريف هو القبول والتسليم المطلق والعمل بالهدي الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ), فعن الصادق (عليه السلام) عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : (إن في الجنة منابر من نور عليها رجال وجوههم من نور لباسهم من نور ليس بأنبياء ولا بشهداء , فقال عمر بن الخطاب فمنهم يا رسول الله , قال : هم الذين تواصوا في الله و تواخوا في الله وتحابوا في الله , فدخل علي (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) هم شيعة هذا وأشار إلى علي (عليه السلام) ) تلك هي صفة الرجال الذين هم جلساء حول العرش زرعوا التواصي بينهم فيدفعوا عن أنفسهم وعن الناس الشر يحبون أنفسهم وللناس , فنحن في الحياة الدنيا بأمس الحاجة لهذه الصفات لنتدافع عن أنفسنا ومجتمعنا النكبات والأزمات. فمن البداية نستطيع استأصال المرض فليس الأمراض الجسدية بأخطر من مرض الروح , ولكن ما يجري الآن من استنفار بسبب الأول وهو بتفشي الأوبئة ترتفع درجة الخطورة في العالم ,  بينما الانهيار الأخلاقي والانحطاط الديني لا يحرك ساكنا ,فأساس ذلك هو الإنسان يريد استنزاف خزانات الدول الغنية , أيادي صنعها اليهود الذي جبلوا على حب المال , وتبقى للمؤمن الثقة بالله والإيمان بالقوة الإلهية الفاعلة على الكون وعلى البشر وتغييره على يد خاتم أوصياءه بن خاتم أنبياءه (صلى الله عليه وآله وسلم) . فينبغي التثقيف الإعلامي بالمخاطر بخطاب الفطرة التي عمل بها خاتم أنبياءه في دعوته , فالعاقل الذي يرتب الجزئيات لينزع منها أمر الكليات أو يسقط الجزئي على الكلي , وأما المتعيقل الذي يدعي الفهم والعقل وهو عنه بعيد .

   فالمؤمنون والرجال الذين كما جاء عنهم في الحديث الجلساء حول العرش التحمت أنفسهم بحسن الظن في الآخرين , وارتفعت مستوى مشاعرهم بالمسؤولية بين أفراد مجتمعهم لا تفريط ولا إفراط  , وتعالت بالإحسان والتضحية للغير فلا يرضوا لإخوانهم بأن يقفوا موقف الذليل والسائل فإحسانهم الأقرب فالأقرب .

    وفي الختام وجه سماحته بالشكر والامتنان إلى الأستاذ/ علي العباد , على جهوده المبذولة .

 ثم نبه سماحته المؤمنين بالالتزام بأنظمة المرور وقواعدها وعدم السهر إلى الفجر , فإن ذلك سبب في ارتفاع الحوادث وذهاب الأرواح التي ظهرت نسبتها أكثرهم في عمر الشباب فقد ظهرت الإحصائية بأن 18 % تحت سن الثلاثين والميزانية التي ترتبت عليهم من خسائر مادية ( ثلاثة عشر مليارا وثلاثمائة وثمانون مليون) .

 وموضوع الأسبوع القادم سيكون عن السفر إلى الخارج وخطورته .

للإستماع للمحاضرة اضغط على الرابط