معجزة القرآن الكريم في حفظه بعدم زيادته ونقصه

معجزة القرآن الكريم في حفظه بعدم زيادته ونقصه

عدد الزوار: 503

2009-09-19

  

  اختلفت النظريات الوضعية في العلاقة بين الإيمان والفطرة , فتبقى النظرة السماوية والقرآنية هي الفصل والاعتبار الحقيقي حيث قال سبحانه (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) فعندما كانت الفطرة هي الإسلام جاءت آية أخرى تخاطب الناس تصرح بصفة الإيمان وأن هناك مجموعة من الاتصاف للمؤمنين فقال الله سبحانه (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) فخرجت مجموعة من المسلمين نهضت وادعت بأنها مؤمنة فـــ (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا) فخاطبهم الله سبحانه وفرز بها المؤمن عن غيره وأعطى الصفة الحقيقية للمؤمن فقال لهم (قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) حيث هناك من الناس دخلت الإسلام وبقت في دائرته ولم تتغلغل في عمقه والإيمان حيث التسليم والانقياد والطاعة ألا حدود له للولي .

     فهنالك خصائص اختص بها القرآن الكريم والتي يتفرد بها على سائر الكتب السماوية :

1/ لم يتكفل بحفظ أي رسالة عن الزيادة والنقيصة في دستورها فنجد التحريف في الكتب السماوية الأخرى .وأما القرآن فهو محفوظ من الله حيث قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) .

2/ الإيمان بالله وإن للكون إله فتثبت له ما أثبت لنفسه وتنفي ما أنفاه عن نفسه .فالتفكير يكمن في الخلق وليس في الخالق حيث التفكير فيه سبحانه يزيد الإنسان بعدا عن الاتصال الرباني سبحانه .

 3/ الإيمان بالرسالة وهي أيضا التسليم والانقياد والطاعة المطلقة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجميع الرسالات السماوية , فهو الفرد الأول وبنور محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) انحلت أنوار الكمال في بيت آل النبوة .

    ثم انتقل سماحة العلامة بالمؤمنين إلى القول الشائع والشبهة المزيفة على الإمامية بأن القرآن في نقص أو زيادة فهذه الشبهة لا صحت لها وإن باستطاعة أي شخص أني يدخل أي منزل فلا يجد سوى القرآن الذي بين الدفتين .

    ثم انتقل سماحته باستعراض الألوان المختلفة في الإيمان بالله سبحانه وتقويته وحصنه وحفظه  :

 العلاقة مع الله في العمل العبادي كالصلاة والصوم وغيرها فهي تقوي الإيمان وتحصنه .والعلاقة مع الإنسان وأقرب القربان قضاء حوائج المؤمنين فهي أقرب من الصوم والصلاة ,أن يسألك السائل عن الطريق فتومئ بيدك ذات اليمين وذات الشمال في ذلك قضاء حاجته , فكيف بالقضاء في قضايانا الرسمية , ومنها الزكاة والخمس والصدقات فهي لم توضع إلا زيادة في الإيمان وتقويته وحصنه وحفظه والجود ما كان ابتداء فهو نور على نور وكذلك الأعمال الصالحة التي لها ابتداء ولا منتهى لها .وعلاقة الإنسان بنفسه وأجلاها العفة والكرامة وليست اللهف وراء الدنيا فهي سقوط الهوية وتصغير الذات والشخصية  والله يأبى أن يحتقر الإنسان فقال (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً  ) فالأمة عندما تنطلق بعدم الكرامة والشرف والعفة فأين يكون محط رحالها ؟

   وفي الختام نوه سماحته بأن الاستهلال لشهر شوال في مسجد الإمام الحسن (عليه السلام) تحت رعاية ويد العلماء يتقدمهم سماحة العلامة آية الله السيد طاهر السلمان حفظه الله ورعاه وسدد خطاه , فعلى المؤمنين أن لا يقيسوا الحق بالرجال وعليهم أن يقيسوا الرجال بالحق .فالأقوال التي تقول الاستهلال بالطريقة الفلكية أن نحترم قولها , وعلينا السير على قاعدة وأصل ونستنتج عليها فالأمور التي لا تـُقبل اليوم ستقبل غدا , كما كان الرفض في الاستهلال بالعين المسلحة وسار عليها الشيخ الفاضل وبعض العلماء . والفطرة أحد الروافد المهمة للدولة فعلينا الابتعاد عن المحسوبية والفطرة لابد أن تصل إلى الفقير. فعلى الجمعيات التشخيص والتمحيص والجدية في البحث عن الفقراء .

  شهر رمضان محط دروس واستفادة فعلينا الجلوس مع أنفسنا ومحاسبتها هل كانت الاستفادة حقيقية مع الله بالصلاة والصوم وأمور العبادة ؟ هل كانت حقيقية العلاقة مع أهل البيت والعترة بالزيارة ولو بالمختصرة ؟ نسأل الله تعالى أن يعيده علينا في السنة القادمة ويجمعنا بالخير والمسرات .