مظهر الصفاء
يــا فقـيـداً عـلـيـه عــــم الـعــزاءُ
أنـــت حـلــمٌ وحـكـمـةٌ وبــهــاءُ
أنـت ذاتٌ لـهـا الـدمـوع تـجـارت
روَّضـتـهــا عـقــيــدةٌ وانـتــمــاء
فـيـك حـلـت كـرامـةٌ جسدتـهـا
لغة الصدق حيث ضـاق الفضـاء
شخص الحب في علاك طريقـاً
فــهـــو لله وقــفـــةٌ واعــتـــلاء
أنــت كالـبـدر حاصـرتـه غـيــومٌ
مــلأ الـكـون رسـمـه والـضـيـاء
’’فاطمـيُّ‘‘ الهـوى عليـك وقــارٌ
فـيـه هـــديٌ وهـمــةٌ وصـفــاء
ليس في النفس ما تخاف عليه
فـلـهـذا حـفــت بـــك الأوفـيــاء
ترسل الفكر في العوالـم صمتـاً
واحتسـابـاً إذا دعـــاك الـقـضـاء
لـم تغـادر مساحـة الحـب يومـاً
لـك فـي النـاس نـظـرةٌ ورجــاء
باسم الثغر مشرقـاً فـي هـدوء
فيك حارت عنـد الشـروق ذكـاء
لك فـي النـاس مسلـكٌ عرفتـه
وعــلــيــه قـــــــرت رؤىً ورواء
هجـم المـوت غيـر أنــك تبـقـى
طيـب الـذكـر قــد نـمـاك الإبــاء
يــا فقـيـداً بكـتـه بالـدمـع أرضٌ
فـيـهـا ســـادت شـريـعـةً وولاء
وإلـيـك تطلـعـت فــي خـشـوع
بعـد فـقـد عـنـد اللـقـاء سـمـاء
واستقـرت بيـن الضلـوع همـومٌ
هـي فـي القلـب لوعـةٌ وعـنـاء
ما تظلمتَ عند من جـاء يشكـو
كنـت فينـا كمـا تـقـول السـمـاء
ودعـتـك الـبــلاد رمـــز ســـلام
عشت فيه وعـاش فيـك الوفـاء
لـو دعتـك إلـى التـقـرب نـفـسٌ
سـاعـدتــك سـلـيـقـةً وذكــــاء
أودعـتــك إلـــى الـتـفـرد لـيــلاً
مسحـة القـدس نفلـك والدعـاء
غبـت عنـا وغــاب بـعـدك فـجـرٌ
فـيـه لاحـــت عـوالــمٌ وعـطــاء
وعـرجـت إلـــى الـخـلـود نـقـيـاً
طاهر الثـوب شـع منـك الضيـاء
وسـدتـك الجـمـوع قـبــراً نـديــاً
نــوّرتـــه عـــبـــادةٌ واقـــتـــداء
فيـه عمـت مـن الوصـي حنـانـاً
بـك نفـسٌ وقـد حـواك الكـسـاء
كـم تعاليـت عــن صغـائـر دنـيـاً
ثابـت القلـب مـا اعتـراك انكفـاء
لا تلمـنـي إذا نظمـتـك شـعــراً
أنـت ســرٌ بــه الـحـروف تـضـاء
إن دعـوت الإلـه فــرض قـنـوت
جللـتـكَ الـدمـوع فـهـي النـقـاء
يصطفـيـك المـريـد قـبــس ولاء
حيـث حاطـت بنعشـك الأتقـيـاء
كم بكيت الحسين دمعة عشق
برمجـتـهـا مـشـاعــرٌ وانـتـمــاء
ودعـتــك الـبــلاد رمـــز وفــــاء
أكرم النـاس مـن نمتـه الحسـاء
وإذا لاح فـــي الـعـوالـم نــجــمٌ
فـهـو مـنـا ومـنــه لاح الـسـنـاء
يصطفيـك الخـلـود بـعـد مـسـار
مـن عطـاء يطيـب فـيـه اللـقـاء
فامسح الدمع من عيون دعاها
بـعـدمـا غـبــت لـوعــةٌ وبــكــاء
أخـتـم النـظـم بـالـدعـاء مـجــداً
حـيـث أنــت الــذي رواه الـدعـاء
لـك فـي الخلـد جنـةٌ يــا عـلـيٌ
ولـنــا الـصـبـر دائـمــاً والجــزاء