ماذا بعد رمضان ؟ (2)

ماذا بعد رمضان ؟ (2)

عدد الزوار: 530

2009-10-02

 

    كل شيء في الوجود سخرها الله سبحانه لبني البشر ولخدمته وسر وجوده بعبادته لربه وإثبات الربوبية والوحدانية لله وحده  كما جاء في الحديث القدسي ( خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي ) وكل الوجود هو الإحسان فيما بين البشر حيث شركاء في التحصيل الدنيوي ,فالافتراق يكمن في جانب واحد وهو التحصيل الأخروي ونيل الشرف فيه  باجتماع الإيمان بالله وبالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالعترة الطاهرة , وبين الـَعَالَمَين عالم البرزخ (كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) عالم يصنعه الإنسان لنفسه من خلال أعماله في الدنيا كما جاء في النصوص التي تكشف الغطاء المستور لعالم البرزخ (القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ) وسبل النجاة هو النهج على منهاج علي (عليه السلام) وهو الحاضر عند نزوع الروح .

       صعد رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فنادى بصوت رفيع فقال :( يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته , ومن تتبع الله عورته يوشك أن يفضحه ولو في جوف رحله  ( من هذه الكلمات وضع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)  أهم معضلة ستمر على الأمة ولا زالت تعاني منها فأذى المسلم وتتبع العورات عهد تعهده الله سبحانه لعباده بالأخذ لهم والرد على ظلمهم وطغيانهم وتكفيرهم وسبهم لأناس موحدين  جعلوا من الإسلام مبدأ يسيرون عليه وللرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )  نبيا ورسولا قدوة لهم .

     بعد ذلك بعث سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان برسالات متنوعة إلى أولياء أمور الطالبات وإلى سائقي السيارات وإلى الشباب الحامل على عاتقه رسالة المستقبل , فعلى أولياء الأمور اختيار السائق الأمثل والأجدر العامل بالأمانة  والقائم بالمسؤولية وبالشرف وبالدين حيث تسلمه الشرف والكرامة , فهناك من يعمل ولديه أغراض ومآرب وأهداف سيئة .

     وعلى البنات اللباس اللائق للبيئة التي تعمل بها وعدم الاستعراض وارتداء اللباس المريب والابتعاد عن المواقف المشبوهة والحذر منها .

     وعلى السائق أن يحفظ الأمانة غير منقوصة وأداء المهمة على أكمل وجه وعدم التغرير والجرجرة لبنات مجتمعك .

    وأما المسؤولية التي تحملها المدرسة والجامعات وغيرها والدقة التي تقوم بها لا تنكر وإنما الشيطان يكن للإنسان من كل جانب , فغياب البنت ثلاثة أيام وعدم السؤال  يجب فيه التحري وعدم التهاون فهناك حُمَّال مسؤولية وهناك اختراق القانون .

     (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )  فليس الشعار بالشكل والمظهر وإنما بالتحري والسؤال كما يسأل أحدنا عن قيمة ومكان أرض ليبنيها أو مواصفات سيارة يحظى بها أو جهاز يتملكه .

    وعلى الشباب السائرين في الطرق السريعة الحذر والهدوء في السير وعدم السرعة , فالتبكير في الرحيل يقيك شر الطريق ويبعدك عن الحوادث والنكبات .فالصغار اليوم كبار الغد وعلى عاتقهم المسؤولية الكبيرة  فعليكم الحفاظ على هذا الحمل الثمين ,فأملنا كبير أكبر من أمل  شاب يجلس بها في الاستراحة.

 

للإستماع للمحاضرة أضغط  على الرابط