ما ذا بعد رمضان ؟

ما ذا بعد رمضان ؟

عدد الزوار: 545

2009-09-25

      

   عندما انتشر الإسلام إلى أقصى شرق الأرض و إلى أقصى غربه ورفعت راياته خفاقة انطلقت لهدف رفع الأمة وتغيير حالهم المرير وظروفهم السيئة وعبادتهم الزائفة وعاداتهم الجاهلية الجهلاء إلى الكرامة التي أرادها الله لسائر البشر حيث قال سبحانه ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) من هذا المبدأ الإسلامي المحض فرض الله  على الأمة سلاح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث هذا العمل صلاح المجتمعات والرقي بها على سائر الأمم وهي من عزم الأمور وتسعى بلإنسان إلى العاقبة الخيرة ولحفاظ حدود الله سبحانه وعلى إثرها تعم الرحمة الإلهية على الأمة وإلى الفلاح المنشود من قبل الله سبحانه , لذلك قامت الثورة الحسينية ضد الظلم والطغيان وجرى ما جرى على الإمام الحسين  (عليه السلام ) الشهيد بكربلاء.

    فعدم ردة الفعل وترك المساحة والاستطلاف والملاطفة وتبادل الضحك والأنس في المجالس و بين أفراد المجتمع هي مكمن المشكلة التي حددها الإمام الصادق (عليه السلام ) , فالمسار الحقيقي الذي ينبغي منا أن نسير عليه هو المسار الفكري فمتى ما تمسكت به الأمة كانت في إطار التكليف , فبالفكر نشئت مدارس فكرية مختلفة كمدرسة المشائين  التي تستند على البرهان  العقلي في التدليل فنسبت إلى أرسطو, فكانت أوروبا وقتها تنهض وتزحف على الدولة الإسلامية في زمن الدولة العثمانية فاقدة القرار. وأما اليوم فأوروبا تنام معنا وتـُنـَظـِّر لنا وتـُشَرِّعن لنا وتفرض واقعها السياسي علينا ,أما آن للأمة الإسلامية أن تنهض بفكرها مع وجود التعداد البشري المسلم وثراء فكري , فعندها الكثير وينقصها شيء واحد وهو الرجوع إلى الذات والعزة والكرامة , فما نحتاجه هو الفلسفة في العرض والتجديد ومازلنا نتأصل بفكرنا من مدرسة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) .

     دعائم أربع توصلنا لتحصيل ما نريد :

1/ الإخلاص   فيكفينا قول الإمام علي (عليه السلام ) : (ما نظرت إلى شيء إلا ورأيت الله قبله وفيه وبعده).

2/ الاعتقاد وهي نقطة هامة وتصل بالمرء إلى الهدفية , بفقدانها يخل بالعمل ويجعله لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ,فمنشأ الترك والقبول هو الاعتقاد وليس بالكثرة .

3/ النظر إلى فلسفة الواقع ومالها من أثر وانعكاس على الفعل والفاعل .

4/ الانسجام مع كل نوع سلوكي إنساني في منظومة واحدة .

  وفي ختام كلمة سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان أورد جملة من الأسئلة التي ينبغي للمؤمن التنبه لها والاستفادة منها بعد تصرم أيام رمضان ولياليه المباركة ليبني الفرد من  خلالها ذاته وشخصيته على مبدأ إسلامي ومحمدي ,وهي هل تعاهدنا المسائل الشرعية والرسالة العملية خلال شهر رمضان ؟ كم مرة ختمنا القرآن الكريم والتنافس فيه  بإخلاص ؟ كم قرأنا من كتاب مفيد ؟ هل أعددنا دراسة الماضي ومحاسبة النفس واستصلاح السقطات بينه وبين الآخرين؟ هل قمنا بخطة عمل للسنة القادمة ؟ هل راجعنا الصداقة والأصدقاء الذين سعوا بنا إلى الله سبحانه والعمل الصالح والسعي إلى الخير و فمكمن الخطر من الصديق والوصول إلى الكمال من الصديق الصادق .فمن أعزه الله هو العزيز ومن أذله الله هو الذليل .

للإستماع للكلمة أضغط  على الرابط