مأدبة السبط الأول في جامع السبط الثاني عليهم السلام
فـصــلاة الـيــوم مـيــزان الــجــزاء
من هنا بدأت الحكاية الحسنية في جامع حسيني تشعر فيه بأجواء الروحانية الدائمة, فيه الكلمة الهادفة التي تُشد لها الرحال من أكثر من مكان حيث الصراحة والمصداقية وفيه الآدب الرفيع حيث تتبارى رموز الشعر في الفرحة على منصات الذكريات الدينية في إشراقات أنوار المعصومين عليهم السلام, فيه المنبر الحسيني الراقي في طرحه وعطاءه اللامتناهي من خلال أرباب الكلمة والذكرى والموروث المنتقى, فيه يجد الإنسان المؤمن نفسه ضمن بوتقه واحدة ترسم معالم المشهد بكل أبعاده الروحية والنفسية والاجتماعية والفكرية.
من خلال هذا كله وتجسيداً لأفضل مصاديق المدعى جاءت فكرة مأدبة السبط الأول في النصف من رمضان , كانت محدودة الأبعاد كماً وكيفاً وسرعان ما ارتسمت معالم ذلك في أبعاد جديدة تحمل طابع الإندماج الروحي بكل ما تحمله الكلمة من معنى, الصغير في سنه إلى جانب من نقدم به العمر وبحزام وسط محكم حيث الشباب الرسالي في مبادئه , كلاً يقوم بدوره المناط به في رسم لوحة العيد الحسني.
كادر نذر نفسه في سبيل إنجاح المأدبة على أفضل وجه كان له ذلك وليد ما قدم, يرفده في ذلك حضور من كل الأخوة حيث أن المأدبة من الجميع وإليهم, فبعد صلاة الظهر كان الموعد بينهم شمروا عن سواعدهم ولم يستطع الجو الشديد الحرارة المشبع بذرات الغبار أن يقلل من عزيمتهم بل ولد شعوراً موحداً قبالة كل ذلك راهن وراهن الشباب الرسالي وكان للثاني ما أراد, غُطيت الأرض بالسجاد كاملة مع مساحة إضافية ألزمت بها الضرورة حيث الكثافة العددية ممن لبى للسبط الأول دعوته, ثم مدت عليها مستطيلات السفر التي لم تنتظر كثيراً حتى باتت مغطاة بما لذ وطاب من أصناف الطعام الذي عملته الأيادي المؤمنة مبرهنة عن حب راسخ وشعور بالمسؤولية تجاه صاحب المناسبة, لقد كانت المرأة في بيتها تضع البصمة تلوى الأخرى على أيقونة العطاء المباركة.
وبينما كان الشباب يقوم بدورهم على أحسن وجه في إنسجام تام وتعاون منقطع النظير كانت أروقة المسجد والدور الثاني تحتشد بالمصلين الوافدين من كل مكان حيث كانوا على موعد لقراءة المولد الشريف الذي كان الملا حسن المريحل صاحب المنصة الأول تواشيح وميلاد وخاتم بجميل الشعر الولائي, وبدعوة وشكر خاص موجه من إمام الجماعة سماحة العلامة السيد أبو عدنان إلى كل من بذل وشارك وشرف بحضوره كانت الشمس تودع يومها معلنة عن دخول ليلة يوم جديد تحمل في ثوانيها ذكرى الميلاد المبارك, ارتفع صوت الأذان الخارجي والناس تغص بهم جميع الأماكن كل يفتش عن موضع له يؤدي فيه صلاته, وبعد دقائق كان السيد زكي الهاشم يرفع الآذان في قالب يتماشى ووضعية الشهر الفضيل, وأُقيمت الصلاة في صفوف متراصة وخشوع تام.
وبعد ذلك توجه الكل إلى تناول الإفطار حيث المأدبة المعدة توجهوا بهدوء وانتظام وحالة روحانية مطبقة كيف لا ومن يبارك الجميع هو الإمام الحسن (ع) الذي عرفه المؤالف والمخالف بالكرم الذي لا يُجارى, وما هذه إلا واحدة من تجليات كرمه الواسع.
وانفض الجميع بأحسن مما استقبلوا به داعياً على أن تكون السنة القادمة هي الموعد, ومنا بطاقات شكر لمن يستحقها:
الأباء من خلال وقفتهم - الأمهات والأخوات من خلال ما قدموه من جهد كبير - الكادر الخاص على ما بذله طوال أيام الإعداد وساعة الموقف - الشباب الذي برهن على أنه رجل ساعة - رجالات العمل الذين أضافوا بصمة على جمالية الحدث - الضيوف الذين شرفونا بحضورهم الكبير على قلوبنا - اللجان الإعلامية على إبرازها الحدث.
للإستماع لقراءة المولد من هنا
البوم الصــــــــــــــور هنــــــــا