قصيدة بعنوان:*"فِيْ مِحْرَابِ اَلْأَسْرَارِ اَلْكَاظِمِيَّةْ"*

قصيدة بعنوان:*"فِيْ مِحْرَابِ اَلْأَسْرَارِ اَلْكَاظِمِيَّةْ"*

عدد الزوار: 1813

2019-03-31

بقلم سماحة العلامة السيد محمدرضا السلمان حفظه الله 1440/7/20هـ

 

يـا مَـوسم الـموت ضاق الصَّدر واِضْطَرَبَا
وأظـلـم الـكـون بـعـد الـصَّـمت واِنْـتَـحَبَا
غـــداة  جـــاؤوا بـجـسمٍ لـيـس يـعـرفه
إلاَّ الَّـــذي أودع الأجــسـام مـــا وَهَــبَـا
شـبـيه "مـوسى" كـليم الله "كـاظمنا"
فــيـه تـجـلَّـى مــنـار الــدِّيـن واِنْـتَـصَـبَا
فـي جـوف سـجنٍ قـضى الأيَّام مُنفردًا
يُــقــلِّـب الـــطَّــرْفَ والأورادَ والــحُـجُـبَـا
إلــيـه مُـــدَّتْ مِـــن الأوغــاد كــفُّ أذىً
بـالـسُّـمِّ لــمَّـا سـقـتـه صـائـمًـا عِـنَـبَـا
وهْــو  "الإمــام" الَّــذي حِـيطت جـنازته
مِــن فــوق جـسـرٍ أقـلَّ الـعُجْمَ والـعَرَبَا
الـكلُّ  يـبكي ومـا فـي الـنَّاس مِن رَصَدٍ
إلاَّ الَّــــذي أغــلـق الأبـــواب واِحْـتَـجَـبَا
مـضـى "الإمــام" شـهـيدًا فـي تـمدُّده
يـطـوي الـفـصول ويُـغري بـعده الـشُّهُبَا
هـنـاك حـيـث قِـبـاب الـمجد شـاخصها
يــطــاول الــشُّـمَّ والآفـــاق والـسُّـحُـبَا
يــا سِــرَّ "فَـاطـمَ" يـا إشـراق "حَـيدرةٍ"
يــا  نـفـس "طـه" كـفاك الـمجد مُـنْقَلَبَا
هـبني أصـلِّي فـروض الـعشق مـعتقدًا
فـأنـتَ أنــتَ الَّــذي قــد شـخَّص الأَدَبَـا
وأنـــتَ أنـــتَ الَّــذي حـطَّـت بـسـاحته
مــنـابـرٌ  تــرسـم الآتـــي لــمـن رَغِــبَـا
صـلَّـيـتُ فــيـكَ صـــلاةً لا حـــدود لــهـا
خُــذنـي إلـيـكَ أعـيـش الأمــن مُـنْـقَلَبَا
فأنت "موسى" "وموسى" رمز مدرسةٍ
يـحـار  فــي وصـفـه مَــن ظُــنَّ مُـلْـتَفِتَا
حـديـثي عـنـكَ حـديث الـنَّفس روَّضـها
مَـعـيـن جــودكَ أمـسـى يـرفـع الـكَـلَفَا