في ظلال الذكرى السابعة سماحة العلامة آية الله الحجة الشيخ حسين الخليفة قدس سره في سطور
لم تكن المسافة التي تفصلك عنه لتشكل عامل صد دون ان تصل اشراقاته الى نفسك نورانية ركزتها حالة الانس بالمطلق ورياضه روحية راحت تلعب دورها في بناء الذات المميزة انه مزج تلاقت اجزائه لتبرز مركباً مميزاً يشد الناظر إليه في حالة من الأسر القهري. أدبيات عالية اكتسبت طابعها من بيئتين خصبتين الأولى بيئة الوطن الغالي ومسقط الرأس حيث كانت لعمه العلامة الشيخ صالح الخليفة المطلع على أسباب الأدب وأغراضه جولة وميدانه الكبير.
شعراء كثر تحلقوا من حوله يعرضون عليه نتاجهم الأدبي منتظرين كلمة مدح يسمو بها اسم القصيدة ورسمها, أو استثارة توجيه لشاعر يضع نفسه ضمن حدود دائرة العطاء الشعري, يستفيد منها المعنى وفن محضره ولاشك أن المترجم كان وقتها يرصد المشهد بعين المراقبة الفاحصة والذهنية المركزة الحاضرة مما مكنه من أن يستفيد من ذلك في حدود ما كان يصبو إليه.
كم كنت أتمنى أن تكون تلك المشاهد الأدبية قد وصلتنا حتى تكون عامل دفع ورصد لحالة لطالما تمناها المدركون لأسباب الأدب وهدفه, ولا أدري إلى متى نبقى لا نملك إلا مساحة لو أن؟ وليت! أما آن الأوان كي نغادر هذه المساحة العجوز المتهالكة التي ما عادت تستطيع أن تنفع نفسها ناهيك عن الآخرين.
وأما البيئة الثانية فالنجف الأشرف حيث جبل العمالقة الكبار وأجواءالحراك الكبير,يمدد رغبة جامحة عمت كل أطياف المشهد النجفي حتى بات للمرجعية دورها في هذا المضمار , وكأن الفرد النجفي حوزوياً وقتها الذي لا يمسك بأسباب الأدب يعش ضرباً من الغربة.
من هذا سطعت شموس الأدب وكواكب الشعر عالياً مضيئاً جميع المنتديات والمحافل, وقيد للصحافة أن تضرب ضربتها وتقدم للساحة ما يؤمن لروادها الخلود فكان لها ما تمنت.
نظم الفقيه المجاهد السيد الحبوبي وشدى وكان بمثابة صمام أمان كبير أمام كل المداخلات الضحلة من قبل من لم تودع في نفسياتهم قابلية الشعر والأدب.
وجاءالمرجع المجدد الشيخ كاشف الغطاء ليرفع الغطاء عن وجه قابليات لطالما طمرت و صُودرت جنباتها تحت تبريرات غير مبررة وتوجهات غير موجهة.
وشاء الله الفقيه العارف السيد هاشم الهاشمي أن يتوج المسيرة بدرر لألئه التي اشتقت طريقها إلى كل ذات أحبت الأدب وعاشقة ليكون بذلك قد فتح كل الأبواب دون تحفظ أمام الهواة وأصحاب التجربة ليأخذوا مساحتهم الكافية, وليت الدنيا فدت هؤلاء بما شاءت ومنحتهم فرصة أكبر كي يعطون لها رونقها الجميل.
كل هذا كان يتماها مع حراك أدبي واسع يلف الوطن العربي بل والإسلامي من أقصاه إلى أقصاه, من هنا كانت للحكاية بداية, وبدايتها أن مرام التميز لابد وأن يرسم له مشروعه, ويهيأ له أجندة حتى يصل إلى الغاية المنشودة.
وسماحة الشيخ تمازجت الكثير من العناصر في شخصيته مما أعطاه هذه الخاصية ألا وهي المحبة في قلوب الناس من حوله, وهل للإنسان رصيد في هذه الدنيا إلا العمال الصالحة والسمعة الطيبة.
وحيث أني قد وضعت كتاباً كاملاً من خلاله سلطت الضوء على معظم جوانب حياته فإني أحيل قارئي الكريم إلى ذلك الكتاب لعله يجد فيه بعض ما يصبو إليه, حيث الغرض هنايبقى في حدود الترجمة المغتضبة حيث مورد الحاجة والحاضرة السانحة, والتي من خلالها أجد لي طريقاً للدخول إلى قصيدة بعنوان (منار العارفين) نظمتها في رثاءه مطلعها : يا فقيداً هامت به الشعراء أنـت بـدرٌ بـه يتـم الضـيـاء
جاءت في سبعة وثلاثون بيتاً.