في رحاب ذكرى علي عليه السلام

في رحاب ذكرى علي عليه السلام

عدد الزوار: 558

2009-09-11

   علي(عليه السلام )يوم شهادته ويوم ارتحاله إلى الملكوت الأعلى أبت السماء إلا أن تكون ظرفها الأول مسجد والأخير مسجد وبينهما مساجد في الأرض طبعها علي(عليه السلام) بجبهته الشريفة . ولم يغادر دائرة المطلق طرفة عين , في الله إن تكلم أو صمت وفي الله إن فعل أو ترك ,وعلي (عليه السلام) أنشودة الخلود, وعلي (عليه السلام)الأنموذج في التقوى الأرقى , وعلي (عليه السلام) لم يولي دبره أبدا من اليوم الأول وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) يقذفه في لهوات الحروب وعند اشتباك الأسنة , وفي علمه يكشف حقيقة الآخرين وجهلهم , ويكشف خطورة المنهزمين ويعريهم , علي (عليه السلام) بعبادته خالصا لله فيكشف القناع والزيف عند الآخرين في عبادتهم ويكشف حقيقة أناس اختاروا طريقا غير القرآن وابتعدوا عنه كثيرا وضلوا ضلال بعيدا لذلك قال عنه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) ,علي (عليه السلام) أبى على نفسه إلا الامتياز وتم إعداده لذلك وهو صنيع السماء حِفظ مستودع في يد نبوة معصومة ,علي(عليه السلام) أن أتيته ترد , علي (عليه السلام) من أي طرف أردت الإمساك به من طرف حياته فأنت على الجادة ,علي (عليه السلام) يدخل الحرب ويخرج منها و هو كما هو(علي) ,علي(عليه السلام) عندما ينصهر بالعبادة يبتغي بذلك قربا لله تعالى وعند إشهار السيف على أعداء الدين لا يبتغي إلا رضوان الله سبحانه, وعندما اتهم علي (عليه السلام )بأنه حبَّاب للدنيا فقال : (فما عساني اصنع بفدك وغير فدك والنفس في مضانها ), وعندما عُيِّر بالملك فضَّل انشغاله بحذاءه على خلافتهم .

  علي (عليه السلام ) حاول أن يقلب مفهوم الحاكم والمحكوم في زمن وفي ربع قرن حُوِّل الحاكم إلى محكوم , حيث أراد بالتعبير المعاصر تداول السلطة , ويبقى الحاكم هو الحاكم والمحكوم هو المحكوم . فالاستفادة الحقيقة من شخصية الإمام علي (عليه السلام ) هي أن الجاه المادي لا يعني الجاه في بقية الميادين , والجاه السمعة الدينية لا يلزمها بالضرورة الجاه في الميادين الأخرى , والجاه السياسي لا يلزمه بالضرورة الجاه المنبسط في جميع المواقع , هناك أدوار ومساحات لا بد أن تملأ كل بطاقاته وإمكانياته , وحاول علي (عليه السلام) أن يصلح الأمة بنفي القومية والشعوبية وبقى الامتياز بقدر ما يقترب الإنسان إلى الله , لذلك شرع بالمساواة في العطاء  , فقال علي (عليه السلام) : (ألا و أيما رجل استجاب الله والرسول فصدق ملـَّتنا ودخل ديننا واستقبل قبلتنا فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده , فأنتم عباد الله والمال مال الله يقسم بينكم بالسوية لا فضل لأحد على أحد ) فأثبت وطبق قول وصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) :(أكرمكم عند الله أتقاكم ) واسترجع الأموال المنهوبة من بيت المال فقال : (فإن العدل سعة ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق )  , فقال علي ( عليه السلام ) يصف فيه قوم تخرج في هذه الأمة:(يخرج في هذه الأمة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤن القرآن  ولا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ). ففي شرف الإمام علي (عليه السلام) وموقفه يقول للإمام الحسن (عليه السلام ): (أسقيتموه من شرابي أطعمتموه من طعامي ) يتعاهد من قتله بالسيف.

   وفي ختام خطبة سماحته حث المؤمنين بالتراث الضخم الذي خلفه الإمام علي (عليه السلام) للأمة وهو نهج البلاغة , نسأل الله أن يجعلنا ممن يسير على نهج علي (عليه السلام) وممن يستقر الولاء لعلي (عليه السلام) وأن لا نخرج من الدنيا إلا بولاية الإمام علي (عليه السلام) , فقد يحجب ذلك لقمة حرام وكلمة فحش وظلم ضعيف وتعدي على حق.

وقُبيل صلاة المغرب تحدث سماحته عما يحدث في هذه الأيام سواء على المنبر او في القنوات الفضائية ومسؤلية المجتمع حول ما يتلقاه.

للإستماع للكلمة أضغط  على الرابط