في رحاب الزهراء عليها السلام
وأنها سلام الله عليها إنما تكونت من نطفة أصلها رطب من ثمر الجنة هو ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك وأحلى من العسل كان قد أكله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة عرج به إلى السماء.
و بين سماحته أن ما نبديه من حب للزهراء وبنيها لا يعدو نزرا قليلا مما يستحقون وأن لا وثيقة صلة بينه وبين الغلو باعتبار أن الألفاظ التي تجمعها الأبجدية بين دفتيها هي غير قادرة على إيصال المعاني المنسجمة مع ذوات محمدٍ و آل محمد .
وفي حديثه عن الزهراء وما لها من خصوصية من أصل تكوينها وعصمتها ونخبويتها ونخبوية بعلها وبنيها على العالمين وجه دعوة إلى تقليب الأوراق وجرد الحسابات في كيفية تعاملنا مع الزهراء سلام الله عليها على اعتبار أن لنا من الوفرة بمكان من منابرنا ومنتدياتنا وفضائيات ومواقع تواصل اجتماعي ومجالس وأندية لكنها مقابل مشروع الزهراء للأمة تبدو خاوية الوفاض، وأن الخلل الموجود في بعض المجتمعات في سلوك المرأة منشأه غياب منهج الزهراء عن حضيرة المرأة .
كما تسائل سماحة السيد عما قدمناه وما الذي عرفناه من عظمتها و الى متى نتعامل مع عقول الناس بهذه الحالة من السطحية والتغييب والمصادرة .
منبها أن الناس تقدمت بهم العجلة العلمية والثقافية والفكرية، فكيف يأبى من يتصدر المجالس والمنابر أن يبارح موقعه فيتقدم إلى الامام خطوة واحدة.
وقرع ناقوس الخطر ليؤكد أن هناك طابور يتاجر بقضايا أهل البيت عليهم السلام بات يتحرك في أوساطنا من أجل حفظ لقمة العيش, ووجه نداءً يدعوهم إن كانوا يبتغون رزقا وعمولة من العباد أن ينفتحوا على أهل البيت في فكرهم وعطائهم ونهجهم وجهادهم، فتهطل السماء عليهم بوابل رزقها من حيث يحتسبون ولا يحتسبون لأن المنعم كريم، شريطة أن يحملوا المسؤولية على ظهورهم ويبينوا حقائق الأمور فلا يضرهم صوت نشاز هنا أو معارضة هناك وليبتغوا بذلك وجه الفيض المطلق.
وجزم سماحته أن لا يمكث في الأرض إلا الحقيقة ولا حقيقة إلا ما يعنيه فكر محمد وآل محمد وأما الزبد فيذهب جُفاء.
وانتقد سماحته في عبور سريع القراءة الخاطئة والضيقة لمفهوم الزهد الذي صنفه من أجمل أنواع الرقي الروحي ونفى أن يكون معنى الزهد بعدم امتلاكك للدنيا ومقتنياتها بل هو ألا تتملكك الدنيا فتستحوذ على جل اهتمامك وتسيرك وفق أهوائك ومشتهياتك و ترجمه حسب التعريف القرآني بكلمتين (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) , وهي آية تعني التسليم والرضا المطلق لله بكل ما قسمه الله إن خيرا أو شرا فالله هو المغني والمقني والآخذ والمعطي فمن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه.
وأوصى في ختام خطبته بضرورة أن يسجل المؤمن حضورا فاعلا في ذكرى ميلادها سلام الله عليها وهي أم روحية تتصاغر دونها الدنيا برمتها سائلا مولاه أن يُشَفع الزهراء فينا وأن يجعلنا من خيار شيعتها وأقربهم نهجا إلى نهجها فتلتقطنا في أجود من تلتقط في يسر لا يعتريه عناء.
للإستماع اضغط هنا