في رحاب الإمام الرضا (عليه السلام)

في رحاب الإمام الرضا (عليه السلام)

عدد الزوار: 543

2009-10-30

 

   ورث الإمام الرضا ( عليه السلام ) من جده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الصولات والجولات والمناظرات الفكرية و العلمية والعقائدية على مختلف الأصعدة وقادها ودارها حيث أراد , فكان ذلك هو الطابع العام في عصر الإمام الرضا (عليه السلام) , بدأت تلك بعد عراك دامي بين الأخوين الأمين والمأمون  حتى انتهى الأمر الطبيعي عند بني العباس إلى تولي زمام الأمور على يد المأمون , فبقيت الثورات و الانتفاضات المختلفة من كل بقاع البلاد المختلفة التي تحكمها الخلافة العباسية , فلإخمادها أخذت بالكيدية كعادتها والمكر السياسي ولملمت العلويين على السكوت باستدعاء الإمام الرضا (عليه السلام) إلى مرو لولاية العهد , من هنا بدأت تباشير الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ظهرت على محيا الإمام الرضا (عليه السلام) حين قال فيه : (ستدفن بضعة مني بأرض خرسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرم جسده على النار) , تحت التهديد والإصرار من قبل المأمون قـَبـِلَ الإمام (عليه السلام ) ولاية العهد صورية بتفريغها من مضمونها ليقطع الطريق أمام المأمون ,فرفـْض الإمام للخلافة لوجود الخلط الكثير في الأوراق , خلافة غير متماسكة من جهة ومؤسساتها مشرفة على الانهيار من جهة أخرى .

      فبدأ بالإصلاح ما يتماشى كولي للعهد وإصلاح كإمام , فالأول النظم والنظام , والثاني القبول واللاقبول والثواب والعقاب ,ففتح ملف القضاء لوجود الثغرات , وإصلاح الوضع الإداري وبالخصوص العسكري.ثم توالت الإصلاحات الفكرية المربوكة كالجبر والتفويض والغلو والزندقة وحركة الوقف.فتفشى الركود السياسي والترف يعم خراسان فلم يهنأ للخليفة قرار وشعر بعدم الاستقرار خصوصا بعد التمرد الذي أنشأه الفضل بن سهل ,  حتى طلب من الإمام (عليه السلام ) النصيحة فلم يبخل  كعادته (عليه السلام) فقال له : أن تخرج من هذه البلاد وتتحرك إلى موضع أبائك وأجدادك وانظر إلى أمور المسلمين .   

      فلاقى الحراك الأدبي والتعاطي مع الشعراء والكتـَّاب جلي في حياة الإمام الرضا (عليه السلام) فجدير لكل باحث أن يقوم بالبحث الجاد و يخرج برسالة كحد أدنى برسالة ماجستير , فكرم الإمام (عليه السلام ) الشعراء كالشاعر المشهور دعبل الخزاعي الذي أعطاه جبته , ثم قام (عليه السلام ) بقراءة المستقبل القادم من الأيام :

-          إصلاح الواقع من خلال أصول مدرسة الإسلام .

-          بناء العناصر القادرة على التغيير .

-          التركيز علة الحركة المهدوية .

من هنا بدأ الخليفة في نفسه خيفة اتجاه الإمام (عليه السلام) فبدأ بزرع المكر والحيل لقتله ودس السم للقضاء عليه . فعلى المؤمن قراءة الروايات الدالة على فضل زيارة الإمام لرضا (عليه السلام) قبل الشروع بالزيارة فنجدها في كتاب "مفاتيح الجنان " .

 

     للملاحظة والتنويه للمؤمنين والمؤمنات بأن ضيف الشهر سيكون بمشيئة الله مع الدكتور / منير البقشي , بعنوان "العنف الأسري مع الأطفال" فعلى المؤمنين الحضور والاستفادة من الأكاديميين المتخصصين  كما نستفيد من العلماء والفقهاء .

 

  للاستماع للخطبة الضغط على الرابط