في رحاب الإمام الجواد عليه السلام

في رحاب الإمام الجواد عليه السلام

عدد الزوار: 645

2009-11-21

عاصر الإمام الجواد عليه السلام  أكثر من خليفة عباسي رغم أنه لم يعمر طويلاً ولكنه أسرج الدنيا بنور عطائه وما زالت الأمة تنهل من ذلك المعين ولا غرابة لأنهم عليهم السلام مصدر الإشعاع والنور والمعرفة , ومن حسن الصدف أن يكون المأمون أحد هؤلاء الخلفاء وأن قراءة تاريخية لتلك المرحلة لم تكن واضحة المعالم وما هي العوامل وراء تحرك المأمون حيث تظاهر بأنه إمامي الهوى وقدم على ذلك البراهين الواضحة من رد فدك إلى أهل البيت وتفضيل المأمون للإمام علي عليه السلام على سائر الصحابة وإيعاز ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام  ولكن رغم تلك الشواهد فالحقيقة تعكس ما كان عليه المأمون من اعتقاد وإلا لما دس السم للإمام الرضا عليه السلام والأمر الأخر فتح الخليفة المجال للأوساط الشيعية أدى إلى مناخ مفتوح للفكر لذلك  استثمر الإمامان الرضا والجواد عليهما السلام تلك الفرصة في إبراز مذهب أهل البيت مع ما كانا يحملانه من العلم وأسس الثورة الفكرية  فتحرك الإمام  الجواد من خلال ذلك المجال ووجد الفرصة للتحرك بالرغم من صِغر سنه وناظر العلماء الكبار وأقام عليهم الحجة ووقفوا بين يديه عاجزين .

وامتاز الإمام الجواد عليه السلام بخاصية الحراك العقلي فرد البدع والآراء الشاذة التي دُست وأُلصقت بالمذهب الشيعي وكان هدفه عليه السلام إعداد الأرضية لتقبل فكرة الإمام المهدي عليه السلام وأن الإمامة المبكرة أمر طبيعي وأراد بذلك تنمية الفكر والسلوك وإعداد أمة تؤمن بالقضية المهدوية .

وخلّف الإمام الجواد وراءه الكثير من أبواب المعرفة كعلوم القرآن والتفسير وعلم الكلام والعقيدة والفقه والتاريخ والطب الروحي والجسدي والدعاء والوعظ .

وختم سماحته الخطبة بتنويه على أن الجمعة القادم إن شاء الله سيكون البرنامج على النحو التالي :- زيارة الإمام الحسين في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف  ثم صلاة الظهر بعدها خطبة قصيرة وبعد صلاة العصر دعاء عرفة.