فكرة الإمام الموعود
كل دين تدين به البشرية على اختلافها تؤمن إيمان شديد بأن هناك رجل مخلص وإمام موعود يصلح هذه الأمة ويخلصها ويبسط فيها قسطه وعدله . ولكن المؤسف بان هناك جماعات تعيش وكأنها لم تسمع بذلك وكأنها لم تسمع باسم الرسول أصلا ولم تسمع حديثه ولم تقرأه وكأنه لم يكن الرسول قد كثرت أحاديثه عن الإمام الموعود وان القرآن امتلأت آياته عن الإمام الغائب الذي ينقذ البشرية من ظلماتها وجورها , فهذه الشريحة هي الطبقة الثالثة التي تحدث عنها الإمام الصادق ( عليه السلام ) وما يزيد أسى وحزن أنها تغلغلت في نسيج المذهب فقد ابتعدت قولا وعملا . والشريحة الثانية تتزين وتتبرك بالأنوار من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) فهي أخذت بالقول وابتعدت عن العمل . فتلك الطبقتين نجدها في التاريخ بعضهم قد وش بالأئمة (عليهم السلام) ومنهم من دس السم إليه ومنهم شارك بالظلم والقتل . وأما الطبقة الأولى هي التي امتزجت حركتها بالقول والعمل , أخذت من القرآن والعترة أقوالهم ورواياتهم ثم قامت بالعمل بها وتدريها روحيا وجسديا وأخذت بقول الإمام الصادق حيث قال: (حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه، ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاريض كلامنا، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً لنا من جميعها المخرج).
فولادة الإمام المهدي ( عجل الله فرجه الشريف ) نظرة رحيمة على البشرية وتزداد يوما بعد يوم , ففي عصرنا تثبت المثل الأعلى بلطائفه ووجوده الذي قال عنه الرسول كالشمس المتلبدة في وسط السحاب بفائدته للبشرية , دحرت النظريات الوضعية كالنظريات الماركسية , والرأس مالية التي توشك على الهلاك والدمار , وغيرها من النظريات الفاشية واليهودية التي ترى في نفسها العزة على بقية البشر , والنظريات العرقية .
فالفكرة المهدوية والإمام الموعود انطلقت من آدم ( عليه السلام) جعل من هذه الفكرة الخلاص من خطيئته التي ليست الحرمة فمن هنا وفي سبيل الخلاص من هذه المعصية رأى خلاصه بالكلمات التي تلقاها من ربه (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) فيا ترى ما هذه الكلمات التي من إثرها تاب الله عليه ؟ سؤال ينبغي على كل شخص حريص على دينه والباحث على الحقيقة العمل وبالبحث الحثيث لبيانها ورفع الشبهات عنها فنرى عند كبار المفسرين "ابن كثير" يقول بأن الكلمات هي النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والإمام علي وفاطمة الزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين . ويقول "ابن عساكر " : بأن الكلمات هي أسألك بحق محمد وآل محمد إلا وغفرت لي؛ وقال الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن معناها قال الكلمات هي : بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا وتبت علي وتاب الله عليه , بإجماع الكثير من المفسرين .
فعلى الأحبة القراءة الحثيثة والمتأملة في حياة الإمام الحجة ( عجل الله فرجه الشريف) بالبحث والنقد البناء وفتح النقاش والحوار الهادف لرفع الشكوك من داخل الطائفة , فمن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية , والأهم من ذلك كله أن نكون ممن ينظر إليه الإمام فتلك هي الدرجة الرفيعة والمنزلة العالية حيث الشرف كل الشرف . فمن دواعي ذلك الدعاء له وزيارته في كل يوم والإخلاص في العمل لله سبحانه قال الإمام الصادق (عليه السلام) :( ليس من شيعتنا من وافقنا بلسانه و خالفنا في أعمالنا و آثارنا و لكن شيعتنا من وافقنا بلسانه و قلبه و اتبع آثارنا وعمل بأعمالنا أولئك شيعتنا) .
وأما ضيف الشهر فسنكون مع الأستاذ علي العباد , في طرح المشاكل الأسرية وحلها وتذليل العقبات أمامها للرقي بالأسرة ونجاحها .
للإستماع للمحاضرة اضغط على الرابط