عواقب التقليد الأعمى
العلم نور يقذفه الله في قلب من سعى له من عباده , والمعصية والتباع الهوى وتقليد الآخرين على غير هدى حجاب يمنع ذلك النور ,من ذلك النور ميزة ميزها الله الإنسان على جميع المخلوقات فعندما يصل الإنسان إلى مظهر للجمال ويسمو على بني جنسه وهو المعصوم حينها يصل مرحلة القدوة والاقتداء تصل أعلى مراتبها عند بلوغها الشريحة العظمى بين أوساط المجتمع وهي طبقة الشباب ؛فلقربنا لوفاة الإمام الجواد (عليه السلام) وحيث العمر القصير الذي قضاه ولكن خلف الكثير من العلوم من علوم آل محمد (عليهم السلام) استطاع أن يبحر بالسفينة دون أن تذهب به ذات اليمين وذات الشمال .
المتمعن بكلام الله المنزل على نبيه المرسل والمتلقي للوحي وبكلام الأذن الأولى المتلقية لهما وهو سيد البلغاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة نجد فيه يرشدنا إلى خصائص مودعة في القرآن الكريم , ونجد فيه ريا لعطش العلماء والمفكرين والفلاسفة , وعلماء الفكر اللاهوتي إلا وأن بحر من هذا البحر الكوثري .
فقال الله سبحانه ( ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) شرع الله سبحانه أبواب رحمته لعباده , فالإنسان الصالح يريد التقرب إلى الله سبحانه ومعرفة الطرق الموصلة له , فالقرآن دواء لمن لا دواء له (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) فهو نور ما بعده ظلمه , وللإنسان السوي المستقيم الفكر الأصل فيه طلاب للحق ميال للحقيقة , فأسباب الانحراف قد تكون :
1/ الخطأ في تشخيص مقدمات النظرية .
2/ لديه الرغبة للوصول إلى الحقيقة ولكن لديه الجهل بالمقدمات .
3/ الفكر السليم له جذور , وماله من موروث فكري سليم , فالفهم الخاطئ يولد الانحراف .
4/ عالم آخر مستشرف.
ومن لديه نتاج فكري سليم ولكن رهين التقليد الأعمى , فهو ليس وليد الصدفة وليس تقليدا عبثيا, فتقليد شخصية بارزة كالتقليد في مجال الفكر تتعمق الأضواء عليها ,والتقليد الأعمى هو التقليد في الأفكار والسلوكيات السلبية وليس بالإيجاب , فعندما يمارس ويزاول تلك السلبيات يصل مرحلة التعصب الأعمى عندها يقوم بمصادرة حق المقابل فيصل به الثقة بالنفس المفرطة من تلك السلوكيات , فتتصاعد به أزمة الأمور بالتباع هوى النفس وحب الدنيا التي هي رأس كل خطيئة ,حيث زينت له الباطل بأنه هو الحق فيتعصب له ويدافع عنه هذا الأمر المتلون أسبابه :
1/ الارتباط الروحي بالفكرة من خلال التباع الهوى ولبست لباس الحق .
2/ الانغلاق الفكري. 3/ مبدأ الحوار المفقود هذه الفكرة يغلب عليها طابع القداسة .
فالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) ومنهجه الحق ولديه الثقة بفكره لم ينزوي بزاوية في بيته بل كان له إشراقة في الأمة , فالاهتمام بقضاياها خصلة دعا بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) ودلالة على تكاتف الأمة وانسجام أفراد المجتمع كالجسد الواحد , بينما الاهتمام بصغائر الأمور وإهمال الأهم والانشغال عنه دلالة على التلاعب بمقدرات الأمة وهدر طاقاتها وتقطيع أواصل الارتباط بين مجتمعاتها وأفرادها .
وفي الختام شكر سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان الدكتور منير البقشي , وحث المصلين وكافة المؤمنين الالتفاتة إلى محاضرته القيمة والتي حملت عنوان(العنف الأسري ضد الأطفال) ينبغي أن تكون الأسرة الملاذ الآمن للطفل , وان تتكاشف بين أفراد الأسرة الواحدة همومه وقضاياه الهامة والمهمة , وليس بصنع الإرهاب والدكتاتورية الأسرية ,فمنبع المجتمع المتكاتف والمتآزر والآمن هو الأسرة .
للإستماع للمحاضرة اضغط على الرابط