عددا من أدباء وشعراء ومثقفي الأحساء يحتفون بسماحة العلامة السيد ابو عدنان
ولم يكن هناك برنامج معين لهذا اللقاء ، ولكن تناول عددا من المواضيع المهمة التي ناقشها الجميع وتعددت حولها الآراء والأفكار ، حيث تطرقوا للموضوعات الآتية :
اولا : علاقة المثقف برجل الدين وبالمؤسسات الدينية ، وعلاقة رجل الدين بالمثقف والمؤسسات الثقافية ، واتفق جميع المداخلين على أهمية الاختلاف المثمر ، والتواصل البناء ، وعلى ضرورة انتمائهما لبعض وعدم مصادرة أحدهما للآخر ، وتفهم كل طرف رؤى الآخر ، لأن ذلك يؤدي دورا تكامليا مهما في المجتمع .
ثانيا : وضع المنطقة ، وكيفية تعامل مجتمعنا مع المستجدات والأحداث الأخيرة ، حيث تناول النقاش تاريخ الوجود الشيعي في المنطقة ، وتكوينهم الاجتماعي ، وتعاطيهم مع الدولة بصفتها مظلة لجميع الأطياف المذهبية ، ثم اكدوا على أهمية الوعي السياسي الذي يجعلنا قادرين على إدارة الأزمات وتجاوزها بالتعاون مع الآخر في سبيل الانتصار لقضايانا المجتمعية والوطنية ، وهنا لم يغفلوا العامل الإقليمي وتداخله مع المحلي وأثره في المجريات المختلفة ، وأكدوا على كون الأمن ضرورة يجب أن يشارك في تحقيقها كل الأطياف .
ثالثا : المؤسسة الدينية وتاريخها الطويل ، وحضورها وتأثيرها ، وتعدد المدارس بها ، ودور المرجعية الدينية في المجتمع ، وضرورة مراعاة هذه المؤسسة للتحولات والتغيرات المختلفة .
رابعا : الصراع الثقافي الفكري في المنطقة ، وأهمية توجيهه توجيها إيجابيا فاعلا ، ليكون رافدا من روافد تقدم المجتمع ، وقدرته على بناء منظومة فكرية ذات حضور مؤثر في المشهد .
خامسا : أهمية الخيارات الإنسانية والجمالية والفنية ، التي يشكل وجودها تخفيفا من وطأة التشدد والتطرف ، بخاصة إن ديننا الحنيف يشجعها ويدعو إليها .
سادسا : ضرورة أن يكون لنا بصفتنا جماعة رؤيتنا الخاصة في كل ما يتصل بنا ، تنطلق من حالة وعي ، دون التأثر السلبي بالمكونات الأخرى ، أو التعامل بشكل عاطفي مع ما يدور من حولنا ، والتأكيد على أهمية الخيار الوطني وتقديم المصلحة المشتركة العامة .
سابعا : الأوقاف وأهمية الاستفادة منها كمورد مالي اجتماعي عن طريق وضع آليات وبرامج لإدارتها واستثمارها بالسبل الناجحة ، والتأكيد على وجود موارد أخرى من المهم توجيهها بشكل يخدم المجتمع .
كل ذلك دار وتعددت فيه الرؤى والأمثلة ، في جو من التقدير وتقبل الرأي الآخر ، والطموح أن تكون هناك لقاءات متعددة تعمل على بناء ثقة بين كل الأطراف ، وإيجاد لغة مشتركة تجمعنا على الخير .
وبعد هذا الحوار المثمر الذي امتد لأكثر من ساعتين ، تناول الجميع وجبة السحور ، ثم أكملوا بعض هوامش الحوار بحضرة الشاي والصورة الجماعية التي كانت لها الكلمة الأخيرة في اللقاء .