((عاشوراء حرية الفكر والتعبير))

((عاشوراء حرية الفكر والتعبير))

عدد الزوار: 2001

2009-01-03

      حيث استعرض سماحته الأهداف التي من أجلها قامت النهضة الحسينية ضد الظلم والطغيان المانع للحريات الفكرية والتعبيرية ,فلم يكن الإمام الحسين( عليه السلام )في نهضته راغبا في السلطان , والطموح في الحكم والإمارة , وإنما إصلاح الحكم الفاسد , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما المطلبان اللذان تناشد بهما كل المذاهب الإسلامية .

    والإسلام جعل أربع حريات قائمة للإنسان .  من دونها لا يمكن أن يعيش حياة طبيعية كما في قوله تعالى(وَأنَّ لـَيْسَ لِلإنـْسَان إلا ما سَعَى وَأنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثـُمَّ يُجْزَاهُ الـْجَزَاء الأوْفـَى). وأن القرآن الكريم يـَأمَن الجانب النفسي للرسول(صلى الله عليه واله وسلم) في قوله تعالى(وَلـَو كـُنتَ فـَظـًّا غَلِيظـَا الـْقـَلـْبِ لانفـَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) وأنه (لـَّسْتَ عَلـِيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) وإنما عليك هو:

1/ بيان حدود الشريعة .

2/ تأصيل الدين.

3/ طرح الفروع .

4/ تأمين نفسية المتلقي.

5/ إلقاء الخطاب . 

  بعد ذلك (بَل الإنسانُ عَلـَى نـَفـْسِهِ بَصِيرَة ٌ وَلـَوْ ألـْقَى مَعَاذِيرَهُ)  ويحدد الإنسان مصيره .

 

    بالبلاغ والبيان والحجة والبرهان هي المسار التي سار عليها الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في دعوته ,وهو المطلب الذي خرج الإمام الحسين ( عليه السلام) من أجله حين قال :(وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي , والسير بسيرة أبي ).

     ثم استعرض سماحته بتعريف الحرية : وهي كل التصرفات النابعة عن شعور الإنسان بذاته وضرورة اعتراف الجماعة بشخصه وأهليته وفق ما يريد .   

      بعد ذلك انتقل سماحته إلى قضية اجتماعية هامة يعاني منها المجتمع وتدل دلالة واضحة على إبراز الضعف والحالة النفسية المرضية لدى أفراد مجتمعنا , وهي عدم التطلع على العيوب الذاتية الشخصية الواقعية لدى هؤلاء الأفراد في المجتمع , والتطلع وتسليط النظر على عيوب الآخرين تاركـًا عيوبه وراء ظهره  .

  أرى كل إنسان يرى عيب غيره *******  ويعمى عن العيب الذي هو فيه

وما خير من تخفى عليه عيوبه*******ويبد وله العيب الذي بأخيه

      ثم أخذ سماحته بحث الشباب المؤمن الموالي في التركيز على ثقافة وعلى تخصص أكاديمي في المسائل القانونية التي تسير عليها الدولة , وذلك لخروج هذا المجتمع المؤمن من المضايقات الغير قانونية لحريته الدينية , حيث منذ تأسيس هذه الدولة إلى هذا اليوم  لم تكن حسينية واحدة خرجت بمظاهرات حاشدة محتشدة ضد الدولة , فمطالبات هذا المجتمع هي فقط وفقط هي الدمعة على الحسين ( عليه السلام) و اللطمة على الصدر والوقوف على الهدفية .

       وفي ختام خطبته أخذ يؤكد القلوب المؤمنة بأن اختيار الخطيب هو الطرح السليم والدليل المتماسك .   

     وبعد أداء سماحة السيد محمد رضا السلمان  صلاة العصر وبخروجه من الجامع طوت الملائكة المقربون صحفهم ولا يهبطون في شيء من الأيام إلا في يوم الجمعة .