شهر رمضان شهر البركة والرحمة والمغفرة

شهر رمضان شهر البركة والرحمة والمغفرة

عدد الزوار: 532

2009-08-21

      كثرة المحطات الربانية والمناسبات الدينية والفرص لتقوية الذات الشخصية والروحية على الأمة الإسلامية ما هي إلا دلالة واضحة وبرهان جلي وحجة على العباد بقول الله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) فالجدير بنا استقلال تلك المحطات والمناسبات وعدم مرورها على المؤمن مرور الغافلين والبطالين وعن الرحمة مبعدين , فنلحظ أننا وصلنا في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان إلى أعلى المراتب حيث شهر الله والعبد فيه في ضيافة الله , وأرقى الصفات التي ينبغي للمؤمن التقيد بها صفة التقوى عن محارم الله بالتقوى وملازمتها بالصوم ينجح الطالب طالب الدنيا والآخرة ولا تنسى نصيبك  من الدنيا ,فهي تقوي الإرادة وتقوي العزيمة على الطاعة والبعد عن المعصية تجعل في المؤمن أقرب ما يكون العبد إلى مولاه , ومتحررا عن شهواته ورغباته وملذاته فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( فإنّ تقوى الله مفتاح سداد ، وذخيرة معاد ، وعتق من كل ملكة ، ونجاة من كل هلكة) فهو يصارع بتقواه وبملكة الخير ملكة الشر (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ,فخير من وضع الطريق إلى الله سبحانه وغرسها في نفوس العباد ورسمها رسما صحيحا دقيقا هو النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله ) في خطبته لشهر رمضان فعلى المؤمن أني يتأمل تلك الخطبة بمعانيها وتفعيلها في كل ساعة من ساعات هذا الشهر وكل يوم  , كما جاء عن النبي الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه شهر هو أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام وساعاته أفضل الساعات , هذه العبارات تجعل المؤمنين في تنافس على الخير , فخير مثال في ذلك نجدها في معركة بدر حيث كانت الهزيمة محسومة ولكن النصر الإلهي وسيف علي (عليه السلام)وبالسداد من النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بدل تلك الأجواء وتغيرت تلك الظروف .

     يجد المؤمن في هذا الشهر أبواب الخير مفتحة , ويجد آثارها ملحوظة وفي النفوس مكنونة وسلوكياته مبدلة , اتقوا النار ولو بشق تمرة اتقوا النار ولو بشربة ماء , صلوا  أرحامكم وأكرموا أيتامكم وغضوا أبصاركم وكفوا شركم واطعموا فقراءكم ,ورمضان ربيع القرآن ,والدعاء محط هذا الشهر ولا تجدوا مدرسة على وجه الأرض و لا ضالتكم إلا في مدرسة أهل البيت حيث تحمل المضامين العالية في أدعيتهم,والزيارة إليهم أيضا تعطي الصلة بهم ويكفي بالزيارة المختصرة ( السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين) تلك مفاتيح أبواب رحمته وخيره في هذا الشهر الكريم  , وليس بطول العبادة يصل المؤمن إلى ربه التي تجعل سبل وساوس الشيطان متاحة وعجب النفس مشرعة وغرور الذات مفتحة, وإنما بالإخلاص والنية الصادقة المتوجهة إلى الله سبحانه , فإذا الإنسان لا يجد في نفسه الإقبال في قراءة القرآن والدعاء , فيكفيه بـ (الصلاة على محمد وآل محمد ) فخير سبيل للنجاة من الذنوب والفرص الثمينة تجدها بتلك الصلوات , فعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : (من لم يقدر على ما يكفر به ذنبه فليكثر من  الصلاة على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدما ) وفي بيان فضل( الصلاة على محمد وآل محمد ) قال عبد السلام بن نعيم قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام) إني أدخل البيت -  البيت الحرام  - فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي محمد وآله , قال ( عليه السلام) : ما خرج أحد بأفضل مما خرجت به )  فهي سبب الحوائج وأسباب الوصول إليها فقال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ):( من تعسرت عليه حاجة فليكثر الصلاة علي فإنها تكشف الهموم والغموم وتكثر الرزق وتقضي الحوائج )  , فعندما يكون هذا السلوك سبب سهر المؤمن ويهدي أعماله إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) فلها خصوصيتها , وليس بالسهر الذي يكون فيه أعمال المرء وسلوكه عالة على الأسرة وعلى المجتمع وعلى الوالدين .

 للإستماع للمحاضرة اضغط على الرابط