شذرات من حياة آية الله السعيدي قدس سره
أثمرت عن ظهور ربات فكر وعلم قمن بالتدريس وفقا لما دعت إليه الرسالة المحمدية التي لم تقصر دور المرأة على الصلاة خلف نبي الرحمة ولا توقفت عن مباشرتها السؤال عن أمور دينها ودنياها ،وتدير وتشارك في رحى الحروب والغزوات النبوية دون أن يعيق تجمهر حضورها رجل دين أو سائس حكومة أو أن يستعبدها ويسترقها أب أو بعل أو شقيق و دون أن تلحقها لعنة أربعة عشر قرنا خلفت عهد سيد الأنبياء وحالت دون تقدمها وأطفأت جذوة ازدهارها ومكنت من تراجع مجتمعات الأمة حين أغفلت دورها ولم تسند إليها ما يجدر بها القيام به ، وهو ما دعا سماحة السيد محمد رضا لأن يفرد ليلة الخميس للإجابة على أسئلة النساء واستفساراتهن .
وترجم في حديثه عن آية الله الشهيد السيد محمد رضا السعيدي كيف استمد علومه الأولية متتلمذا على يد أبيه السيد أحمد ،من ثمّ على أديبي نيشابور الشيخ هاشم والشيخ مجتبى القزويني وانتقل في تلقي علومه العليا إلى شيخ الطائفة السيد البروجردي في قم المقدسة بحكم تطلعه إلى آفاق واسعة ذات عمق وانفتاح ،وأغلق ملف الأساتذة بمفردة جامعة مانعة بالتحاقه إلى بحث السيد الإمام .
وأشار سماحته إلى أحداث "الخمسة عشر خرداد" القضية المشهورة التي تزامنت مع يوم عاشوراء وكان الشهيد قد انتقل في سبيل خدمة العلم إلى الكويت ،وهي الفترة التي شهدت سقوط الشاه بعد 15 سنة بسبب منحه حصانة مطلقة لكل أمريكي أو صهيوني على إيران الأمر الذي أثار حفيظة علماء الأمة كافة.. شيعة وسنة .
وكان لتواجد الشهيد خارج سيطرة الشاه وبعيدا عن الحدود الإيرانية فقد أمكنه أن يذيع وينشر خطاب السيد الإمام لأبعد مساحة تطولها يديه الشريفتين .
ومن الكويت انتقل إلى النجف الأشرف ما أمكنه لأن يوسع دائرة الأعلام والأقطاب وأساتذة بحوث الخارج .
وفي محطته الأخيرة انتقل إلى منطقة في جنوب طهران استطاع بخطابه في كل ليلة جمعة أن يربك قوى حكومة الشاه وكشف أوراقهم الزائفة ويجهر بصوت وفكر السيد الإمام في حين لم يكن غيره يصدح باسم الإمام ولا بمنهجه الفكري .
وأشاد سماحة السيد محمد رضا بدوره في تشكيل مجموعة تعنى بطباعة آثار السيد الإمام ومنها ما كتبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد أهم فروع الدين والذي قام على منعه ومناهضته بعض مراجع الدين وقام بعضهم بإلغائه وإسقاطه من رسائلهم العملية .
وتلقى ضريبة قوته في دين الله وجرأته في الصدع بأوامر الله ونواهيه أن نفي إلى تركيا ومنها إلى النجف .
وكان ختام رحلته أن زُجّ به إلى سجن ضيق مظلم حتى لا يستطيع أن يبصر فيه الليل أو النهار كرامة له في أن يتشبه بمصاب كاظم آل محمد عليه وعلى آبائه السلام ، حتى أخذه الله إلى رفيقه يجاور الشهداء والصالحين وقد خنقه زبانية السجن بعمامة جده حسب ما نقل في مذكرات أحدهم.
وأكد سماحته أن لا أحد يعاف الحياة الوادعة الهانئة لكن هذه الحياة دون كرامة لا تستحق العيش أسوة بأهل بيت النبوة ومن سلك دروبهم .
للإستماع اضغط على الرابط