سماحته يشارك مهرجان الولاية والبيعة بقرية المنيزلة

سماحته يشارك مهرجان الولاية والبيعة بقرية المنيزلة

عدد الزوار: 381

2014-10-19

الرغبات كثيرة تسموا بقدر ما يكون الحامل لتلك الرغبة من السمو والرفعة وهذه الآية الشريفة المخاطب بها هو الحبيب المصطفى محمد (ص)، وإذا كان الأمر كذلك فحسبك بان يكون هو محمد (ص) رغبةٌ لا يشوبها شيءٌ من اثر الدنيا وإنما هي رغبة من الله والى الله.

وقفة قصيرة لبيان معنى ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾

قد تفنن المفسرون في فك الشفرات لهذه الآية، فقال بعضهم: إذا فرغت من صلاتك فاطلب ما تريد يا محمد، وقيل: إذا فرغت من الجهاد فتوجه للعبادة يا محمد،

ـ طبعا ان أفضل عبادة وأفضل دعاء وأثقل جملة توضع في ميزان الإنسان يوم القيامة بعد الولاية لعلي وآل علي هي الصلاة على محمد وآل محمد وانتم ناس معروف عنكم الكرم فلا يتأطر هذا الكرم بحدود الأمور المادية كالولائم الطويلة والعريضة بل لابد ان يكون هذا الكرم في المعنى والجوهر والارتباط بالحبل المتين للعروة الوثقى حيث يؤكدها في وجداننا الصلاة على محمد وآل محمد ـ

وقيل: اذا فرغت من أمور دنياك فأبدء بأمور الآخرة يا محمد، وقيل اذا فرغت من الواجبات فقم بالمستحبات يا محمد، وأفضل ما في الاستحباب على المطلق الصلاة على محمد وآل محمد (ص)، وقيل: إذا فرغت من الجهاد الأصغر فتوجه لجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر يا محمد، وقيل: إذا أديت الرسالة فانهض لطلب الشفاعة في أمتك يا محمد، وقيل: إذا فرغت من البلاغ فانصب عليا إماما على الأمة يا محمد (ص).

 

رمزية علي عليه السلام

 لماذا علي وأهل بيت النبي كثر؟ لماذا علي وأصحاب النبي أكثر؟ لان علي عليه السلام يحمل الرمزية التي لا يجاريه فيها احدٌ بالمطلق، علي صفحة النور السماوي، عليٌ اشراقة الهدي المحمدي، عليٌ هو علي ولا زيادة على ذلك، لأنه مشتق من علو القدرة للذات جلت قدرته، وجودٌ فيه علي وجودٌ فيه محمد يعني الكمال لو جرد الوجود منهما فسوف تجد ان الوجود لا قيمة له، رسالة محمدية وبيانٌ محمدي وجهادٌ علوي وأمانة تؤدى، الرمزية لها أبعادها مهما تفرعت تنتهي إلى مورد واحد وإذا اتحدت بحثت عن مصداقها، ومصداقها الاجلى علي لان عليا عليه السلام أشبه بشذرة أحدثتها السماء بإتقان وأجاد نقشها النبي الأعظم محمد (ص)،

رمزيته الذاتية

اما رمزيته الذاتية فهو ثاني الأنوار بعد نور النبي، أول اشراقة كانت للنبي قبل ان يخلق الخلق ثم جاء نور علي عليه السلام توأمية بينهما يبينها النبي المصطفى يا علي أنت مني بمنزلة النور من النور[5]، مقامٌ في منتهى السمو والعلو والرفعة.

رمزيته الشخصية والدينية

هنالك رمزية شخصية البيت له قيمته وخصوصيته؛ بيت هاشم، بيت عبد المطلب بيت تحدر من أصلاب النبوات والرسالات بيتٌ له قيمته له خصوصيته، بيتٌ ثبّت الإسلام الكثير من الموارد التي تبانت عليها بيوتات هذه الاسرة الجليلة العظيمة حرموا اشياء اقرتها الشريعة وفتحوا أبواب على مناخات ايضا أقرتها الشريعة ولولا خشيت الإطالة لأسهبت في هذا المقام، عليٌ عليه السلام يكفيه انه من النبي بمنزلة هارون من موسى[6] في رمزيته الدينية.

رمزيته الاجتماعية

 اما رمزيته الاجتماعية فما من مورد ولا من قضية ولا من حادثة إلا وعلي يفرض نفسه عليها اقر له في ذلك المخالف بالعظائم من الأمور، وأما المؤالف فهي واحدةٌ من ثوابت الاعتقاد لمن أراد الاستقرار على ما هو عليه، اللهم ثبتنا على ولاية علي

رمزيته الرسمية

أما رمزيته الرسمية؛ فان الكثير من الأمور يتم التباني عليها بين الناس فيرفع من قدر من لا قدر له وتتكشف العيوب فيمن صدر نفسه في موطن ليس له بأهل لكن عليا عليه السلام زان الخلافة ولم تزنه الخلافة، شرف المواقع وهو في غنى من ان يشرف من موقع وحسبكم هذه المسافة البينة البعيدة الأطراف بين علي ومن عداه لو فتشت عن توأمية كي نتمكن من خلالها ان نوجد حالة من المقاربة فلن يكون ذلك من السهل علينا أبدا إلا إذا ما لذنا بشخص النبي الأعظم محمد (ص)، رمزيته الرسمية لم تكن ضمن حدود سقيفة مصطنعة ولا ضمن حدود اجتماع مفتعل لم يكن فيه تقرير من قبل النبي ولا بعد وانما كانت الرمزية الرسمية من السماء ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ[7]

رمزية علي عليه السلام سماوية

دماء سالت بين مكة والمدينة وفي مكة وفي مدينة والأطراف، صعدت أرواح إلى بارئها، قسمٌ منها في ركاب الحق كالحارث ابن عبيدة والحمزة وكوكبة نيرة التفت حول محورها النبي الأعظم محمد (ص) وآخرون زفهم إلى قعر عقر جهنم سيف علي عليه السلام، لانه المائز بين الحق والباطل في الدنيا وفي الآخرة، هنا يطرق الامور وهنالك الفيصل بين اهل الجنة وأهل النار، رمزية علي عليه السلام إذن من السماء، الاجتماع في غدير خم الذي يقع قرابة منتصف الطريق بين مكة والمدينة مكانٌ له قدسية ولو لم يكن الامر كذلك لما كان لجبرائيل ان ينزل في ذلك الوقت المعين، النتيجة هبط الأمين جبرائيل المشهد مشهود ملائكة السماء تشهده والذين انتهوا من حجهم عادوا كيوم ولدوا فيه، صفحة بيضاء اعلم النبي البيعة، بايعوه صافحه من صافحه يدا بيد تلوا انشودة الامامة بل بخبخ له من بخبخ[8] واربت على كتفه فيه من اربت لكن ما هي الا ايام قليلة واذا بالمعادلة تنقلب رأسا على عقب واذا من بايع يدير ظهره ويستل يده ويتخذ موقفا مواجها فالبخبخة لعلي تحولت الى مجموعة من الاحقاد المكومة التي تفجرت وتفسرت عن شظايا دخلت في كل كينونة من كينونات الامة هي لم تقف عند حد علي عليه السلام وانما والى يومنا والآتي يبقى من يرتبط بعلي برباط الولاء والمحبة يدفع ضريبة ذلك الولاء والمشهد واضحٌ بين.

الرمزية مختصة بالعلماء العاملين

 هنالكم أيها الأحبة رمزية أرادها أهل البيت ان تكون في أوساطنا وخير من يمثل هذه الرمزية أيها الأحبة هم رجالات العلم، رجالات الدين، رجالات التقى، الحمالون للمسؤوليات على أعتاقهم الذين يذيبون أنفسهم ويستهلكون وجودهم في سبيل ان ينهضوا بأبناء مجتمعاتهم، أيها الأحبة ليس كل من اعتمر عباءة هو من رجال الدين او في سلكهم، وليس كل من اعتم بعمامة أصبح رجل دين مزكى الماديات لا تزكي الأرواح، بل الأرواح هي التي تزكي الماديات، إذا كان رجل الدين يطابق في رمزيته بين ما يكتسبه من المعارف وما يترشح عنه من النورانية على المجتمع من حوله كلنا نحني الرؤوس احتراما له، وأما من يحاول ان يصطاد في الماء العكر أو يريد ان يبعثر أوراق في زاوية من زوايا المجتمع فكلا وألف كلا، هي بضاعة مردودة على أصحابها كائنا من كان، لا أسماء مقدسة ولا ذوات مقدسة إلا بقدر ما تحمل من القدس والطهارة، أيها الأحبة علينا ان نبتعد عن دائرة الصداقات التي يباع على أساس منها ثوابت الدين، علينا ان نبتعد أيها الأحبة عن الزمالة والشليلية التي تذهب بالكثير من مصالحنا إلى ادراج رياح، نحن في فترة عصيبة وربما نقدم على ما هو الأصعب في القادم من الأيام، فمن الذي أعددناه لأبنائنا الذين هم رجالات المستقبل، هل نحن نعيش عليا كما أراد عليٌ عليه السلام لنا ان نعيشه؟ أم نكتفي بالعبائر ونكتفي بتوزيع مجموعة من الأمور التي فيها مظهريةٌ واضحة بينة للاحتفال، اما ليس لها تطابق مع ما هو الواقع، عليٌ عليه السلام ضحى، عليٌ عليه السلام أعطى، عليٌ عليه السلام لم يسأل أحداً جزاءاً ولا شكورا وإنما يطلب منا واحدة أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد[9] حتى يخلص عليٌ بنا إلى جنات عرضها السموات والأرض. سدد الله خطى الجميع، وأخذ الله بأيدينا وأيديكم، وفقنا الله وإياكم، كتب الله لنا ولكم الثبات والاستقرار على ولاية محمد وآل محمد.