سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره

سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره

عدد الزوار: 3195

2012-04-18

شخصية قد لاتجد لها نظيراً في العصور المتأخرة من حيث النبوغ المبكر فلتة دهر ام إرادة قدر تقف وراء هذاه الشخصية الإستثنائية انا لكاتب او باحث او محلل في ان يسبر غور معالم شخصيته وقد تعددت ابعادها وتفرعت مساراتها وتكثرت نتاجاتها لا تكاد تضع يدك على مكمن عظمة إلا وجدت نفسك تتقاذفها العديد من الاستفهامات الملحة في أكثر من اتجاه , إنها وبكلمة واحدة استثناء الممكن في عالمه الفسيح.

أدب تتلمس إبداعاته من خلال سبك نثره السهل الممتنع.

فلسفته قل ما نجد فيلسوفاً لا يعيش ذاته بل ربما ذوب الكثير من الذوات من حوله لصالح الأنا الداخلي , أما الإمام الشهيد فقد ذوب ذاته من أجل أن يعطي الذوات من حوله معنى قيمة الذات.

فقهه حداثة الأصالة التي أبت إلا أن تأخذ مكانها المناسب بين صفحات عطائه وفوق حركات لسانه المحصن بالموروث المقدس لأهل بيت العصمة الأطهار عليهم السلام.

أصوله لو صح أن للأصول خاتمة فلا أظن ثمة مزيد على ما جاء به كيف لا وقد أجهد نفسه في غربلة مباني القوم الذين سبقوه وهو الذي أبى إلا أن يرسم معالم مدرسة فكر أصولي جديد, فأدخل عليه ما أمكنه من فنون المعارف الإلهية والإنسانية ليخطو به بعيداً مع طريقة عرض تقرب للباحث أسباب الوصول إلى الهدف المنشود بعيداً عن المتاجرة بطلسمة العبائر واهية المفاهيم.

وعندما شاءت الإرادة أن يخطو خطوته الجريئة في مقاربة النص القرآني من خلال التفسير الموضوعي وجد نفسه أمام مسؤولية ملزمة لسد فراغ طالما عانت منه مكتبة التفسير, لذلك جند نفسه في هذا الاتجاه ليضع من خلال مجموعة أبحاث اللبنة الأولى في هذه المدرسة.

وشح الزمان به وهو بعد لم يستكمل ما كان يصبو إليه في الاتجاه , إني لو أردت الاستطراد لتعذر علي ذلك غير إني أجد من الواجب علي وأنا أحد مقلديه يوماً ما ومن باب الوفاء بحقه أن أقارب بعض ما يمكن الاقتراب منه.

قداسة الروح لو أن شخصاً من الله تعالى عليه ببعض مواطن العظمة في شخصيته لجمحت به نفسه ولا يلام في ذلك فكيف بمن جمعت له وأبى إلا تواضعاً ونكراناً لذاته.

حتى عندما كتب سفره الاقتصادي أراد أن يصدره بالجماعة غير أن الجماعة أبت ذلك وما هذا إلا برهان الصدق الأوضح على ما كان عليه من نفسية روضتها العبادة وقربتها روح الإخلاص في العلم والعمل , وهو ما ننشده اليوم ونطمح إليه بل نحن في أمس الحاجة إليه.

وتصدى للمرجعية عندما وجد الفراغ بات يتسلل إلى المشهد في بعض جوانبه والتفت حوله كوكبة من خيار رجال الدين المتنور بنور المعرفة والمنفتح على الوضع من حوله وكذلك الحال للطبقة المثقفة من أبناء الأمة وجدت فيه الرمز في زمن باتت الرمزية تتخلى عن رمزيتها.

ولعلمه أن الطريق طويل والضريبة باهضة أعد للحدث جميع الأجندة وسخر كامل القدرات من أجل أن يبحر بسفينة التغيير حوزوياً واجتماعياً بل أممياً وعارضته النفوس الرخيصة ووضعت في طريقه الكثير من العوائق , غير أنه ما كان يتعامل إلا مع ذات واحدة حيث وجد فيها الملاذ الآمن والصون الأشد وغاية الغايات.

والتفت رجال البعث الكافر إلى مكمن الخطر الأكبر في شخصيته بين المئات من شخصيات المشهد الحوزوي النجفي فراح يحيك المؤامرات والدسائس علها تجد طريقاً للتخلص منه وكان لهم ذلك بعد أن تهيأت الأسباب حيث ضعف المشهد الرمزي في حوزة النجف وغياب الإرادة الجادة عند أصحاب القرار.

عندها عمد البعث الكافر إلى تجفيف الموارد باستئصال جميع  رجالات الفكر والفقاهة ممن ساعدوا المرجع الرمز على مشروع التغيير وهجر من هجر.

ليبقى الشهيد شاهداً وحيداً في ساحة المعركة الكبرى, وهذا ما كانت تصبو إليه قيادات البعث الكافر, وعندما بات المشهد مهيئاً لهم عمدوا إلى قتله بعد المثلة به , لتعرج روحه إلى بارئها مضرجةً بدم الشهادة الأطهر على وجه الأرض في العصر الراهن.

من هنا وجدت الشاعرية تفرض نفسها علي لذلك نظمت فيه رمزاً ومرجعاً ورائداً وقديساً اكثر من مقطوعة ومن الله أسأل أن تكون قد لامست سمعاً منه في عالم الرحمة والرضوان.

 

ومن هذه القصائد قصيدة بعنوان" صدى الشهيد الرابع"

 

 

 ذكراك فـي قلـب الأبـاة iiطريـة

وأريجهـا نـفـح الـشـذا iiمعـطــار
في كل صقع من ربـوع iiبلادنـا
نـبــع يـفـيـض وصـــارم بــتــار
تتـواثـب الآلام نـصـب iiعيـونـنـا
فـي كـل شبـر والعـراق مـــــدار
ذبحوا على أرض الكرامة iiحبنـا
فالـطـف نـهـب والـربـوع قـفـــار
كانـوا وكـانـت للجـهـاد iiمـواقـف
واليـوم عجـت بالـمـلا iiالأعـــذار
عفـواً إمـام الشعـب إن iiرفاقنـا
نسـوا العهـود فسامـنـا iiالفجــــار
ناموا على قبـر الشهيـد iiتـودداً
بعـد الرحـيـل وليتهـم قـد iiثــاروا
فاغضض بطرفك يا إمام فإنهم
أخــــوان درب واحــــد أحـــرار
في كل شبر من أكف iiصغارنـا
حـجــر يــرن ومـوقـــف iiوقــرار