سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان ضيف منتدى الثلاثاء بالقطيف
أوضح سماحة السيد أن النقد الأدبي مجال مرغوب فيه من قبل الناقد والمنتقد ، وهو خالٍ من أي تبعات أخروية ويشغل حيزا جماليا ، لكنه لا يستند إلى الدليل أو البرهان ، وقوام إرتكازه ينصب على إستغلال الجانب العاطفي وإشباع الشحن النفسي عند المتلقين ، وقد يتحول إلى مساحة من مساحات التوجيه أحيانا . في المقابل بين أن النقد العلمي يعتمد على أسس ومناهج ثابتة وقد ينتج عنه غلظة في القلب ، ومجادلات واسعة ، وله آثار بعيدة وخاصة عندما يرتبط بالمواضيع الدينية ذات البعد الأخروي . وأشار إلى أن الدمج بين صنفي النقد الأدبي والعلمي هو الذي يخلق حالة من المرونة ، والتناول الموضوعي ، ومزج التفكير المنطقي بالعاطفي .
ونقد سماحته المسار الإسلامي في قوله وفعله ، موضحا أن فيه جاذبية لعموم الناس لكنه يواجه خلطا بين العناوين في الأروقة الدينية ، فتارة يكون موروثا أو مفتعلا من داخل البناء الديني ، وتارة يكون مستوردا بسبب الجهل ، وتارة أخرى يكون مدسوسا من قبل جهات ذات خبرة . وبين أن الحوزات والمساجد والحسينيات والمنتديات بدأت تشكل مساحات خصبة للتوجيه المنفلت لعدم ممارسة النقد داخلها ولعدم ادراك القائمين عليها بأهميته ، وأنهم يمتلكون خصوصية هذه المساحات ، مؤكدا أن ضريبة ذلك ثقيلة ويتحملها أبناء المجتمع .
وحول النقد الإجتماعي ضمن المعادلات الدينية ، أوضح السيد أبو عدنان أن المجتمع يعج بالكثير من التناقضات ، وقد يكون أحد أسبابها هو دور رجل الدين في المجتمعات المحافظة الذي يسعى إلى تثبيت موقعيته وتكريس هيمنته الإجتماعية ، وفرضها بالقوة ، موضحا أن الدين ببساطته يطلب من الإنسان إلتزامات دنيا في أفعاله وأقواله ، بينما تفرض على المجتمع الكثير من الضوابط والمحددات التي تشكل أعباءا على الناس .
كما تطرق أيضا إلى غياب علماء الدين عن معرفة حاجات المجتمع وقضاياه ، وبالتالي عدم قدرتهم على تحمل مسئوليتهم بصورة صحيحة وتضييع طاقات المجتمع في أمور وقضايا هامشية وجزئية بعيدة عن أولوياته ، مؤكدا على ضرورة ممارسة النقد في مثل هذه الأوساط بكل جرأة وصراحة ، مشيرا إلى أن رجال الدين لا يستطيعون نقل تجاربهم للمجتمع لأنهم لم يعدوا أنفسهم للقيام بهذا الدور ، فالقليل منهم تخصص في الجانب النقدي كعلم . وأوضح أن الوسط العلمي الديني يتكأ على الجانب العلمي المحصل من خلال القراءات وليس التخصص فهنالك ثغرات كبيرة ، وأن الإعتراف بها يقود للتصحيح ويؤدي للرقي .
وتناول سماحة السيد في رده على أسئلة الحضور بتعليقات عديدة لخصها في أن الكثير من العلماء المجددين تعرضوا لإشكالات واتهامات لغرض إسقاطهم وإضعاف دورهم ، وأن ممارسة دور الإصلاح تتطلب الإخلاص لله والرغبة الجادة في إصلاح الخلل لمواجهة الواقع المر وكذلك تظافر الجهود لمواجهة التكفير والتسقيط . وبين أن الخرافات والمنامات تستهوي الخرافيين والنائمين ، والجمهور الخرافي هو مايريد ذلك ويتطلب إيقاظ الناس وتوعيتهم عبر صدمات متتالية ، وأن المنبر يقود أحيانا إلى التأزيم المختلق لأنه يصب لصالح جماعة بعينها تتموضع في مواضع معينة وقد يكون مكشوفا أو مبطنا ، وأنه في محرم لا ينتقي الناس أفضل الخطباء وإتما يختارون البضاعة الرئجة كالصوت والأداء والتمثيل المختلق . واستشهد بأن هناك مواضيع تطرح على أنها محورية بينما هي تدل على غياب الأمة وفراغها وعدم إهتمامها بالوقت ودورها الحقيقيي . وذكر بأن الفتاوى التي صدرت ضده لا يمكنها أن تعالج الوضع ، وإنما ينبغي أن تكون المعلاجة بصورة علمية وموضوعية .
للإستماع أضغط على الرابط