سماحة العلامة السيد أبوعدنان يلقي كلمة  في بلدة الطرف بمناسبة (مولد السيدة زينب عليها السلام)

سماحة العلامة السيد أبوعدنان يلقي كلمة في بلدة الطرف بمناسبة (مولد السيدة زينب عليها السلام)

عدد الزوار: 521

2009-05-21

ثم تفضل سماحته بالمشاركة في حفل ميلاد السيدة الفاضلة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)، وقد أفاض سماحته كلمات نورانية حول شخصية السيدة زينب عليها السلام حيث كان في طليعة كلمته كلام المعصوم زين العابدين عليه السلام في حق عمته زينب حيث قال في حقها ( أنت عالمة غير معلمة  وفهمة غير مفهمة) ثم تدرج في كلامة لينقل للمستمعين حيثيات علم زينب وكيف تلقت زينب ذلك العلم ؟ وماهي محصلة ذلك العلم ؟ وقد أبدع سماحته في الاجابة عن هذه الاسئلة التي تبين عظمة هذه السيد وشموخها وصلابتها في المواقف الصعبة التي يعجز عنها الرجال حيث بين أن زينب قصيرة النسب لان جدها أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبوها أمير المؤمنين وأمها سيدة نساء العالمين وقد اختار اسمها الرب الجليل ( زينب ) ,ثم قسم سماحته حياتها إلى عدة أقسام أولها مع جدها المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي نهلت من جواره أنوار العلم والبصيرة وقاست عظيم المصيبة في فقده حيث جابهتها بالصبر كل ذلك كان يسهم في بناء شخصية زينب العظيمة وانقضى عهدها مع جدها وانتقل مسلسل أحداثها مع أمها الزهراء التي كانت كانت حياتها مليئة بالمصائب والمحن والرزايا وكانت زينب تكتسب من أمها أنوار القداسة وتستلهم منها الصبر على بلاء الله لترقى إلى درجة أعلى وماهي إلا أيام قليلة وتفقد زينب القلب الحنون تفقد أمها بعد أن ورثت منها علمها وصبرها على حداثة سنها وقد أخذت بها الأقدار أن تكون راعية لأخويها الحسن والحسين تلبي مطالبهما وتتشرف برعايتهما في ظل أبيها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام الذي عاشت معه أيام العطف والرحمة والحماية وحيث كانت هذه محطتها الثالثة في صقل شخصيتها حيث رأت بعينها كيف يتغير حال بطل الأبطال من رجل يحمل الرجال إلى رجل لا تحمله قدماه حينما وقع عليه سيف الظلم والجور وهو في محرابه فرجع إلياها مضرجا بدمه مستعدا للقاء ربه راحلا عنها ولكن حتى تكون زينب طوداَ شامخاَ أمام المصائب والمحن لابد أن ترى هذه المصائب كي تصنع زينب بعين الله هل تحتاج زينب إلى المزيد ألم يكفها ذلك , لا بل دارت بها المصائب إلى أخيها العزيزعلى قلبها الإمام الحسن عليه السلام لتشاهد ذلك الجسد الذي تبدلت ألوانه من آثارالسموم يصارع الموت أمامها ويقذف الدم العبيط من جوفه فتزداد تجلدا وصبرا لتكون هذه المحطة قبل الأخيرة لصياغة شخصية زينب ياترى ماهي محطتها الأخيرة إنها مع أخيها الإمام الحسين كي توقع مع صك الشراكة في ثورته ولكن متى ؟ بعد أن يقتل الطفل الرضيع والقاسم وبعد أن يبضع جسد الأكبر والأعظم من ذلك بعد أن  يقتل الإمام الحسين عليه السلام أمام ناظريها يا ترى كيف استقبلت أم المصائب كل ذلك عجيب أمر هذه السيدة المثكولة قابلت كل ذلك بالصبر والشموخ والعزة والفخر حيث كانت تستقبل الشهداء من أقربائها بقوة جأش و صلابة موقف ولا عجب في ذلك فقد كانت  مراحلها السابقة عامرة بالمصائب والرزايا بدءَ بمصيبة جدها ثم أمها مرورا بأخيها الحسن كانت  هذه المحن كفيلة بأن تصنع امرأة جليلة عظيمة تحمل كل معاني التضحية والصبر كزينب عليها السلام كل تلك الأحداث كانت ارهاصات لشكيل عظمة زينب  وتتجلى أروع صور العظمة والشموخ لهذه السيدة حينما جاءت إلى جسد أخيها الحسين المبضع بالسيوف و بعد أن فصل الرأس عن الجسد تضع يدها تحت جسده الطاهر وتخاطب ربها ( اللهم تقبل منا هذا القربان لوجهك الكريم ) هنا مكمن العظمة لزينب هنا مصدر العطاء والقدوة هنا تكون زينب عالمة غير معلمة من هنا خلد اسم زينب  بخلود اسم أخيها الحسين فأصبحت لوحة فنية رائعة لكل معاني التضحية والفداء ولذا علينا وعلى نسائنا أن نستلهم من هذه الذكرى كل الجوانب المضيئة في حياة السيدة زينب عليها السلام وأن تتخذ النساء من اسم زينب الذي يعني ( زين النساء) مثالا يحتذى به في تعاملهن وسلوكهن وصبرهن وتقواهن  .

للاستماع للكلمة أضغط على الرابط

منقول

تم نشر الخبر فور وصوله من المصدر