سماحة الشيخ باقر أبو خمسين

سماحة الشيخ باقر أبو خمسين

عدد الزوار: 3602

2010-05-25

رجل علم واصل واديب كامل ووجيه فاضل ولد في مدينته الهفوف سنة 1336هـ وتلقى معارفه الأولى فيها ثم التحق بالجامعة العلمية الكبرى في النجف الأشرف حيث أكمل آيات البحث سطوحاً لينخرط بعد ذلك في دورات البحث الخارج حيث اعلام العلم وحصون المعرفة عرفته النجف واحداً من أسماء الصف الأول أدباً من خلال الكثير من المجلات والصحف , قراء الكثير من الكتب وكتب بلغة عصره المسيج بإطار المحافظة الشديد مما تسبب في غياب الكثير من ملامح شخصيته المكتنزة.

استقر في كاظمية الجوادين لكي يرتب الكثير من أوراقه رغبةً منه في تقديم شيءٍ بعد سنين الاغتراب.

استقبلته الاحساء بشديد اللهفة والشوق وعند رحيل علامة عصره السيد محمد العلي آل سلمان القاضي آلت إليه أمور القضاء والتي قام بها خير قيام راسماً معالم إدارة كاملة في حدود رجل واحد نذر نفسه للدين والأمة من حوله.

له نتاج علمي وأدبي أقل ما يقال فيه رائع, ترجم له كثيرون وما غيبته الأيام أكثر مما كُتب وُصد.

التحق بالرفيق الأعلى سنة 1413هـ عن عمرً ناهز الثمانين عاماً صرّم أيامها في سبيل الهدف الذي رسم معالمه مبكراً حيث الاحساء بكل الألوان طيفها مشيعةٍ جثمانه الطاهر في لوحة إيمانية خالدة وقد أُقيم له الكثير من مجالس الفاتحة والتأبين ورثاه محبوه بأرق العبائر وأصدقها مخلدين من خلال ذلك شخصيته الرائدة في أيامها.

ولي في هذا الجانب قصيدةٍ كتبتها في مدينة قم المقدسة وشاركت بها في ذكرى أربعينيته التي أقامتها الجالية هناك وهي :-

يا نجل موسى شيعتك مدامع

لما رأتـك قـد حجـزت iiالموقعـا
وبكتـك أطـراف الـبـلاد iiبلـوعـةٍ
فالدمـع مـوجٌ قـد أطـمَّ الأربعـا
في كل قلبٍ من رجـال iiبلادنـا
قبـرٌ حـواك وللجديـد iiتموضـعـا
وتوشـح الثـوب السـواد تحـرراً
لـلــرأي لـمــا أن رأك iiمـودعــا
وتحلق الجمع الشريف iiمـردداً
يانور الفكر قد رسمت iiالمطلعا
تبكيـك للمجـد الرفيـع تحوطـه
ما قرّ فكرٍ حتى كنت iiالأطوعـا

 

وقد استوقفني نبأ  رحيله شهيداً على يد البعث العابث بأرواح الأمة.

وإذا ما كانت الشهادة حسنة لا يضر معها شيء كما في الحديث الشريف عنهم.

لعمر الله لهي الوسم الذي يتشرف برفع كل مؤمن ومؤمنة وقتها لا غرابة في ان يسعى لها من عرف حدود التكليف الشرعي كيف بمن وقف على أصول مبناه العلمي.لذلك حرك الحدث فيَّ كوامن الحب واللوعة فاندفعت بهذه القصيدة عليَّ أوفيَّ شطراً من جزاء جلسة قضيتها في محضره الشريف في منزله بمدينة العلم والعلماء نجف الولاء الصادق

والقصيدة بعنوان ركن الصلاح

شيَّعـت شخصـك للخلـود iiمـودعـا
والقلـب مـنـي بالمـصـاب iiتصـدعـا
كالنجـم طيفـك فـي سمـاء iiبلادنـا
بل كنت أسمى في المقام iiوأرفعا
قطب الرحى بين الرجال وشيخهم
ولا كم بك الشعب الشريـف iiتدّرعـا
يتنازعـون علـى السفاسـف عنـده
وهـو الـذي فــوق الجمـيـع ترفّـعـا
رأس العدالـه فـي القضـاء iiمحـمـدٌ
عـدل الإله علـى الجمـيـع تربـعـا
أين الرجـال عـن الفقيـد ومـن iiبــه
ركن الصلاح من المصاب iiتضعضعا
مــاذا أقــول وأنــت أنــت iiعـمـادنـا
والصالحـون علـيـك هـلُّـوا الأدمـعـا
قـد كـان شخـصـك للهدايــة iiبينـنـا
بدراً أطل علـى الاحسـاء iiفأسرعـا
الــمــوت حــــقٌّ والإلــــه أقـــــرَّه
والـفـوزأصـبـح للـفـقـيـد iiمـوقَّــعــا
عهـداً مـن الجيـل الوفـاء iiلنهجمـن
ملـك القلـوب مـن الـوفـاء iiوأودعــا
كــل الـنـدى مــا يـقـاس iiبفـضـلـه
تجـد الـنـدى عــن أصـلـه iiمتفـرّعـا
وطنـي الـذي وهـب الفقيـد iiتـراثـه
فـغـدى الفقـيـد منقِّـحـاً ومجـمِّـعـا
نظـم القريـض وكـان فـيـه معلـمـاً
والعـمـر مــا جــاز البـلـوغ iiوودعـــا
عـلـمٌ وحـلـمٌ واستـقـامـةِ iiمـنـهـجٍ
إن حـل خطـبٌ كـان فيـه iiالمفزعـا