سماحة السيد عبدالله الصالح

سماحة السيد عبدالله الصالح

عدد الزوار: 883

2009-08-29

 

أدبيات خطاب عاليه وأدب مخزون ثرّ وعقلية منفتحة على ألوان طيف متكثر وممثلية دينية لكباّر الثقل المرجعي في الطائفة وسرعة بديهة مع دقة ملاحظة وسرعة استدلال. كل ذلك كان يتمازج فيما بينه ليقدم لنا شخصية مميزة ذات أبعاد متعددة.

كان من أبرز مداليلها القوة الشخصية والثبات على الموقف بعيداً عن حد الإفراط المسقط أو التفريط الماسح للهوية, إنها القوة المتوازنة

يأخذك إلى عوالمه الخاصة دون قيد أو شرط يردف الخاطرة بالخاطرة والمعلومة بالشاهد والدعوى بالدليل والبرهان الساطع.

تتلمس فيه عالم شاعرية خاصة غير أنه أضاع منها الشيء الكثير تحت طائلة أكثر من تبرير ساقه لي لم أجد نفسي مقتنعاً به إلى حد التسليم. وهو من عرفته تعنيه الحقيقة بالدرجة الأولى.

فقدته الكثير من المساحات والساحات لأنه كان يمثل بالنسبة لها طلعت بدر منير يضيء  المشهد من حوله.

أهديته في مدينة مشهد الرضا كتابي الذي وضعته في حياة العم آية الله الشيخ حسين الخليفة "قدس" وفي اليوم الثالث عاودت الزيارة له فقال لي وبالحرف الواحد: أسعدتني وأزعجتني

فقلت له خيرأ إن شاء الله.

قال : بلى أسعدني الكتاب في سبكه ومعلوماته وأدبه .....

وأزعجني كثيراً عندما لامس المشاعر وبعض الماضي وأجج الذكريات. ثم راح يستعرض طرفاً منها له قيمته التاريخية .حيث أيام النجف الأشرف بكل تعقيداتها وانفتاحاتها

وشاءت الأقدار أن تكون سويعات اللقاء الأخير عند ظهيرة يوم مشهد خاتمة مطاف بحياة طافحة بالعطاء.

أفادت منها كثيراً مدن العراق وقصياته وفي الطليعة منها مدينة الحلة حيث شغل منصب الممثلية للمرجعية الكبرى في الطائفة المتمثلة في السيد الحكيم "قدس" وعندها حط رحله في  دولة قطر زرع فيها لوناً من ألوان التدين المنفتح على المشهد بكل أبعاده لذلك استطاع أن يتربع على قلوب المؤمنين من حوله ممسكاً بكل أطراف المشهد الديني والاجتماعي.  

كم تمنيت أن تعرفت عليه قبل هذا بكثير وليد ما وجدت فيه من تميز عن كثير ممن عشتهم من أبناء جيله حيث مساحة الأدب الواسعة الأبعاد, ومساحة التاريخ الموثق بمصدرية الرقم لكن ولله في خلقه شؤون وهو الرب الذي لا يُسأل عن فعل , لذلك جاءت الرحلة بمثابة صدمة لكل من عاشوه أو تعرفوا عليه, ولو لفترة قصيرة, حيث الثابت هو ما يحمل في طياته قابلية الثبات وهو اليوم أندر من النادر مع شديد الأسف.

من هنا جاءت هذه المرتبة نتيجة ما فرضه علي من خلال مجلسه الطيب , من أخلاق عالية وألطاف سامية, فله أقدمها ومنه التمس العذر عن كل نقص فيها وهو في عالم خلوده الأقدس.

 

فـي لحظـة الـمـوت الرهـيـب iiذهــول        ii

الــكــون صــمـــت والــديـــار iiطــلـــول

والنـجـمـة الـخـرسـاء غـيــب رسـمـهـا        ii

مـــــــذ راح يــبــكـــي iiرمـزنـاجـبــريــل

فـي أرض طــوس والقـبـاب iiشـواهـد        ii

الــــــورد فـيـهـاالـشــوق iiاولـتـهـلــيــل

بـالأمـس فــي أرض الـســواد iiمبـلـغـاً        ii

لــــــلآل هـــديـــا يـقـتـفـيــك iiرعـــيـــل

والـيـوم فــي ثـــوب الـخـلـود iiمـمــدداً        ii

هـيـهــات يـلـغــى نـهــجــك iiالـتــأويــل

"أبــارســـول" والـــرجـــال iiمـــواقـــف        ii

الــديــن فـيـهــا الأصـــــل iiوالـتـأصـيــل

من وحي أمسك قد رسمت قصيدتي        ii

فـالـبـحـر فــيــض والـــــروئ iiتـفـعـيــل

والـفـكــر نـــــور والـجــهــود طــرائـــق        ii

والـحـلــم ثــــوب والـعــطــاء iiسـبــيــل

والـدمـع فــي ذكـــرى الـبـتـول iiتـبـتـل        ii

فــــي كــــل يــــوم دمــعــة iiوعــويــل

حـتـى إذا عـربـت شـمـوس مـــدارس        ii

أشـرقــت بـــدراً مـــا عـتــراك iiأفــــول

دعـهــا تـنـظــر لـلـعـقـول iiشــردودهــا        ii

مــاتــاه عــقــل أنــــت فــيـــه iiدلــيـــل

"أبـــارســـول" والـــدمــــع iiرســـالــــة        ii

مــن يـــوم "طـــه" والـدمــوع iiتـسـيـل

قــد يحـسـن الـوعـظ البـلـيـغ iiمـفــوه        ii

لــكـــن دمـــــع الـصـادقــيــن iiقــلــيــل

مـا كـنـت تبـحـث عــن رفـيـع iiمنـاصـب        ii

إن قـيــل مـــاذا قـلــت أنـــت iiرســـول

بــالأمـــس تــأتـــي لــلإمـــام iiتـــــزوره        ii

والـيــوم فـــي حـــرم الإمــــام نــزيــل