سماحة السيد عبدالله الصالح
أدبيات خطاب عاليه وأدب مخزون ثرّ وعقلية منفتحة على ألوان طيف متكثر وممثلية دينية لكباّر الثقل المرجعي في الطائفة وسرعة بديهة مع دقة ملاحظة وسرعة استدلال. كل ذلك كان يتمازج فيما بينه ليقدم لنا شخصية مميزة ذات أبعاد متعددة.
كان من أبرز مداليلها القوة الشخصية والثبات على الموقف بعيداً عن حد الإفراط المسقط أو التفريط الماسح للهوية, إنها القوة المتوازنة
يأخذك إلى عوالمه الخاصة دون قيد أو شرط يردف الخاطرة بالخاطرة والمعلومة بالشاهد والدعوى بالدليل والبرهان الساطع.
تتلمس فيه عالم شاعرية خاصة غير أنه أضاع منها الشيء الكثير تحت طائلة أكثر من تبرير ساقه لي لم أجد نفسي مقتنعاً به إلى حد التسليم. وهو من عرفته تعنيه الحقيقة بالدرجة الأولى.
فقدته الكثير من المساحات والساحات لأنه كان يمثل بالنسبة لها طلعت بدر منير يضيء المشهد من حوله.
أهديته في مدينة مشهد الرضا كتابي الذي وضعته في حياة العم آية الله الشيخ حسين الخليفة "قدس" وفي اليوم الثالث عاودت الزيارة له فقال لي وبالحرف الواحد: أسعدتني وأزعجتني
فقلت له خيرأ إن شاء الله.
قال : بلى أسعدني الكتاب في سبكه ومعلوماته وأدبه .....
وأزعجني كثيراً عندما لامس المشاعر وبعض الماضي وأجج الذكريات. ثم راح يستعرض طرفاً منها له قيمته التاريخية .حيث أيام النجف الأشرف بكل تعقيداتها وانفتاحاتها
وشاءت الأقدار أن تكون سويعات اللقاء الأخير عند ظهيرة يوم مشهد خاتمة مطاف بحياة طافحة بالعطاء.
أفادت منها كثيراً مدن العراق وقصياته وفي الطليعة منها مدينة الحلة حيث شغل منصب الممثلية للمرجعية الكبرى في الطائفة المتمثلة في السيد الحكيم "قدس" وعندها حط رحله في دولة قطر زرع فيها لوناً من ألوان التدين المنفتح على المشهد بكل أبعاده لذلك استطاع أن يتربع على قلوب المؤمنين من حوله ممسكاً بكل أطراف المشهد الديني والاجتماعي.
كم تمنيت أن تعرفت عليه قبل هذا بكثير وليد ما وجدت فيه من تميز عن كثير ممن عشتهم من أبناء جيله حيث مساحة الأدب الواسعة الأبعاد, ومساحة التاريخ الموثق بمصدرية الرقم لكن ولله في خلقه شؤون وهو الرب الذي لا يُسأل عن فعل , لذلك جاءت الرحلة بمثابة صدمة لكل من عاشوه أو تعرفوا عليه, ولو لفترة قصيرة, حيث الثابت هو ما يحمل في طياته قابلية الثبات وهو اليوم أندر من النادر مع شديد الأسف.
من هنا جاءت هذه المرتبة نتيجة ما فرضه علي من خلال مجلسه الطيب , من أخلاق عالية وألطاف سامية, فله أقدمها ومنه التمس العذر عن كل نقص فيها وهو في عالم خلوده الأقدس.
فـي لحظـة الـمـوت الرهـيـب ذهــول
الــكــون صــمـــت والــديـــار طــلـــول
والنـجـمـة الـخـرسـاء غـيــب رسـمـهـا
فـي أرض طــوس والقـبـاب شـواهـد
بـالأمـس فــي أرض الـســواد مبـلـغـاً
والـيـوم فــي ثـــوب الـخـلـود مـمــدداً
"أبــارســـول" والـــرجـــال مـــواقـــف
من وحي أمسك قد رسمت قصيدتي
والـفـكــر نـــــور والـجــهــود طــرائـــق
والـدمـع فــي ذكـــرى الـبـتـول تـبـتـل
حـتـى إذا عـربـت شـمـوس مـــدارس
دعـهــا تـنـظــر لـلـعـقـول شــردودهــا
"أبـــارســـول" والـــدمــــع رســـالــــة
قــد يحـسـن الـوعـظ البـلـيـغ مـفــوه
مـا كـنـت تبـحـث عــن رفـيـع منـاصـب
بــالأمـــس تــأتـــي لــلإمـــام تـــــزوره