سماحة آية الله السيد ناصر السيد هاشم العلي آل سلمان

سماحة آية الله السيد ناصر السيد هاشم العلي آل سلمان

عدد الزوار: 4198

2011-08-30

رجل علم على درجة من الفضيلة عالية شهد له بذلك القاصي والداني رسم له حضوراً من نوع خاص داخل حلقات الدرس الكبرى في حوزة النجف الأشرف مما ولد سمعة طيبة عند من عاشهم وعاشوه سلسل بيت علم وادب واخلاق حيث العائلة الشريفة سادة آل سلمان والتي قدمت بدورها للمشهد الاحسائي الشيء الكبير حيث اخذت على عاتقها توفير المدد الروحي من ما قدمته ومازالت من رجالات علم مميزين لهم حضورهم خلفاً عن سلف لا تقراء في الواحر منهم الا مشروع علم وعمل يدفعه الى ذلك وراثة كريمة ورغبة ملحة وصادقة للأخذ بالمشهد الى ماهو الأفضل دينياً وروحياً واجتماعياً. ولعل في الطليعة من هؤلاء هذا السيد الجليل الذي أعطى بدوره الشئ الكثير من بيانه للأحكام الشرعية وتشخيص الوضع من حوله باحثاً عن جذوة حل هنا أو هناك مما جعل من المحراب والمنبر مشعل نور هداية للأجيال من حوله وهذا بدوره أعطى له بعده الخاص وسمته الواضحة حيث باتت الصلاة خلفه تشكل فيما تشكله حلقة درس هامة يقصدها من سعُدت حضوضهم ودفعتهم الرغبة الملحة للتنور بنور المعرفة.

وقد كان لشغله منصب الوكالة الشرعية عن بعض أعلام الطائفة آثره البارز في أن يضع الكثير من الحلول بناء على ما يمكن أن توفره الوكالة  بدورها من امكانيات مادية و  جهوية

ربما يستغرب البعض القول أني لم تتح الفرصة لي للإلتصاق به والتقرب من عالمه الخاص غير أني كنت شديد الشغف والتطلع إلى محياه لكن المنون أبت إلا أن تضع حداً لهذا وذاك لأكون بذلك فقدت الشئ الكثير.

وللسيد نظامه الخاص في مسيرة الحياة من حوله وتسييرها وليد ما أمنه لنفسه من خبرة كبيرة جاءت نتاج الكثير من التجارب المباشرة في الكثير من الأحيان.

له بعض الكتابات والتقريرات غير أن شيئاً منها بعد لم يهتدي طريقه إلى عالم الكتاب ولعل السبب هو ذلك السبب الذي بات فاقد الصلاحية إلا عند أناس أردوا لأنفسهم الراحة وليس بعد ذلك ما يمكن أن يُقال,وكم للمشهد من نظائر لا يعدمها المتأمل والباحث فضلاً عمن نذر نفسه لمثل ذلك.

وأنا إذ أُقدم هذه المرثية والتي جاءت وليدة يومها في أيام مراسم العزاء فإني لم أقدم فيها شيئاً يذكر بل أردتها  عفو الخاطر لأن الفقيد بدوره لم يكن متكلفاً في شؤون حياته بل أمضاها وقضاها في حدود دائرة عفو الخاطر فإليك قارئي العزيز ما جادت به القريحة من مرثية شاردة.

 

 وكان عنوانها قدوة الواعظين

في موقفيـك ومـا الذكـرى iiبدارسـة
فالسـر يبقـى وإن دالـت بـه iiالحقـبُ
مـجــد لــــه دانــــت iiالدنيـا بـدورتـهـا
الـعـلـم والـفـكـر والأخــــلاق والأدبُ
شبـل الرسـول شديـدٌ فـي iiمبادئـه
الـحـزم أمــر يــروي لـونـه الـخـطـبُ
لعـل صوتـك فـي المحـراب iiمعـتـرك
فيـه الخشـوع بـدا والدمـع ينسـكـبُ
يُقرب الوصل للمعشوق في iiشغـف
بين الضلوع ويلغي الهاجس iiالنصـبُ
ومـذ مضيـت بجـنـب الـنـور iiفاطـمـة
ناحـت علـى فقـدك الأقـلام والكتـبُ
فأرسـلـت حــوزة المـهـدي دمعتـهـا
حزنـاً عليـك كـذاك الفـقـد iiيحتـسـبُ
أيــام كـانـت دروس البـحـث iiعـامـرة
كنـت الـذي هـمـه التقـريـر ينتـسـبُ
تدنـو إلـى عالـم الأخـلاق iiمندهـشـاً
فالنطق فيض من الأخلاق iiينسكـبُ
قد قوم النفـس بالتهذيـب مـن iiزمـن
مـنـه تـدانـت عـلـى أعتـابـه iiالـرتـبُ
والناس في سكرة الأعمـال يدفعهـم
حـب البقـاء وبعـض الـحـق iiيستـلـبُ
لـئـن مضـيـت إلــى المعبود مرتـحـلاً
ففي  القلوب أسىً تطوى به  الحقبُ
كما سطرت فيه "قدس" هذه المقطوعة
نــــارٌ بـأحـشــاء الــفــؤاد iiتــوقـــد
مــذ قـيـل بـالآهـات مــات السـيـد
نـسـلٌ مــن الآل الـكـرام أصـولــه
فـالأم فـاطـم والمـؤسـس iiأحـمـد
ينمـيـه للـشـرف الـرفـيـع iiنـجـابـةٌ
الـعـلـم تـــاجٌ والمـعـالـي iiمـقـصـد
فهـو الـذي منـه المواهـب iiتقتنـى
والمـجـد يبـنـى والمـعـارف iiتـرفــد
وهــو البـيـان لـمـن أراد iiفـصـاحـةً
وهــو المعـانـي والبـديـع iiالـمـفـرد
والبيـت مــن نـظـم الخلـيـل iiأبـانـه
شوقـاً لـه عـنــد الـتـحـدث iiمـــورد
يـبـكــي إذا أم الــصــلاة مـــــردداً
للذكـر حزنـاً كــي يــذوب iiالجلـمـد
حـتــى إذا رام الـركــوع تـقـاطــرت
مـنـه دمــوعٌ واستثـيـر iiالمـشـهـد
أهوى إلى شرف السجود ملامساً
شيئـاً مـن السـر الـمقــدس يعــقـد