رمضان أهم المسارات الموصلة إلى القرب الإلهي
مضيفا أن هذه الأمة ليست بمعصومة من أن يقع عليها ما وقع على الأقوام الأخرى ، وليس إغداق النعم خير في كل مرة فالله يمد للعبد ويستدرجه من حيث لا يعلم .
وانطلق سماحته يتحدث عن الأيام القلائل التي تفصلنا عن شهر الصيام يقول " كلنا مدعوون إلى مأدبة الحق" ، مستشهدا برواية " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به "
وعدّ رمضان من أهم المسارات الموصلة إلى القرب الإلهي ، وفيه يتخفف الإنسان من أدران كثيرة لعام كامل ، ولفت إلى أن من لم يغفر له في هذا الشهر فلن يغفر الله له في غيره لأنه لم يهيئ الأرضية المناسبة للتوبة والأوبة إلى الله ولم يستمطر المغفرة و الرحمة منه .
وأشار إلى دور الصيام في صفاء الروح وإلى ضرورة المحافظة على نقاوتها حتى تسنح للعبد فرصة طرق الأبواب الرحمانية.
وبيّن أن انخراط الإنسان في أمور الدنيا يعكر صفو الروح فيشق عليه هز جذع الرحمة فلا تتساقط عليه الفيوض الإلهية .
وعدّ التسبيحة الواحدة ( سبحان الله ) في شهر رمضان بألف تسبيجة فيما سواه من الشهور وهو ذكر مجرد لا يحتمل جهدا جسديا ، ولا إرهاقا ذهنيا ، ولا بذلا ماديا .
وبين أن هذا الشهر يتشكل من أضلاع ثلاثة : تهذيب النفس من الشوائب ضلعها الأول ، و قرب سماحته المعنى بتمثيله القلب بالورقة البيضاء التي أُقحمت بالخطوط ويتطلب مسحها لتستعيد الورقة نقاءها ونضارتها ، مشددا على أهمية الاعتناء بالقلوب ومسح عوالقها وأدرانها بالاستغفار والرجوع إلى لله .
وفي الضلع الثاني أوصى بتأديب النفس وترويضها و التسلح بتلاوة القرآن والدعاء والأوراد ، ومزاحمة العلماء .
وجعل تدريب النفس الإنسانية على صعاب الأمور ضلعها الثالث ووصف الشهر بدرب الوصول إلى المقامات العليا .
وانتقل يحض على العمل بعرق الجبين وأن النبي الأكرم لم يقبل يدا امتدت للسؤال بل قبل اليد التي مجلت من العمل وتساءل يستنكر : لمصلحة مَنْ تنتشر البطالة في المجتمع و تجتاح الشوارع وتبني بيئة يعشش فيها الخراب وتندس في أوكارها رؤوس الإرهاب .
وختم يكشف عن ميزة إلهية تجعل الناس كلهم غنيهم وفقيرهم رئيسهم ومرؤوسهم ؛ الخادم والمخدوم سواسية كأسنان المشط يمسكون عن الطعام بفقر قهري يحرم عليهم الطيبات في وقت معلوم تعبدا لله وأدبا والتزاما .
للاستماع اضغط على الرابط