دور القرآن في بناء الأمة (2)

دور القرآن في بناء الأمة (2)

عدد الزوار: 428

2009-09-04

  

    الحكمة الإلهية في تنوع المعجزات عند الأنبياء باختلاف فنون المعارف والعلوم التي كانت سائدة عند الناس , فنرى مجتمع انتشر في أوساطهم السحر وآخر بالطب وآخر تفسير الرؤيا , فساد في مجتمع قريش بالأدب والبلاغة والفصاحة , فتنشد قبيلة شعرها وقد يكون السبب في الحروب الطاحنة وتستمر لسنوات , حتى نزل القرآن الكريم على نبيه الكريم بلسان عربي مبين فصار هو المعجز للنبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) فتحداهم بان يأتوا بمثله أو بسورة من مثله , فبلغت المعجزة بأن أتى بحروف كـ(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) و (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) و (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ )وغيرها الكثير مما اعجز شعراء وأدباء قريش , فنلحظ في الآيات المكية إثبات الصانع والخالق والربوبية لله وحده لتقرع قلوب المشركين والكفار من قريش حتي يعلموا أنه الحق من ربهم , فزرعت الآيات القرآنية المكية منها الشكوك في قلوبهم بعبوديتهم الأوثان, فأراد القرآن أن يعالج النقص في قلوبهم لتأصيل العقيدة , فمن خصائصها :

خصائص السور المكية:

1/ الدعوة إلى أصول العقيدة فلا تخلو سورة مكية إلا وتثبت الوجود الصانع والخالق .

2/ قصر السور: فكان المجتمع يسوده الإيجاز مع الفصاحة والبلاغة والبيان في كلامه وذلك لسرعة الحفظ والاستدلال .

3/ظاهرة مجادلة المشركين : الدخول في وسط المشركين بالمجادلة لإثبات الدين السماوي السمح وسخر بقصص الأنبياء في هذا الجانب .

4/ كثرة القسم : في السور المكية تجد القسم غالب عليها وفي بداية السور أو في وسطها بخلاف السور المدنية.

5/ التمسك بالأخلاق الفاضلة : ساد في مجتمع قريش الفتك وقتل النفس ووأد البنات والثار فأتى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم )بمكارم الأخلاق.

6/ طابع الخطاب العام : نلاحظ في السور المكية الخطاب عام للناس ( أيها الناس) بخلاف السور المدنية الخطاب فيها خاص ( يا أيها الذين آمنوا ) .

7/ استخدام القصص : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) .

خصائص السور المدنية:

1/ انتقلت من الأصول في تثبيت العقيدة إلى الفروع .

2/ قصر السور المدنية واسترسالها في بيان أمورد الدين على المكلفين.

3/ الحديث عن المنافقين : لأن المشرك لا يستطيع الحراك في داخل المدينة ذات الطابع الإيماني بخلاف مكة فتجد المنافق يؤذن خلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجمع الصدقات ويرتدي لباس الإيمان وهو بخلاف ذلك.

4/الجهاد : نرى في الآيات المدنية تتحدث عن الجهاد ووضع القواعد والأسس في الجهاد وهناك أناس بذلوا أنفسهم في سبيل الله , فمن هنا نجد الفرق بينه وبين الإرهاب والإرهابيين الذين يحملون البغضاء والشحناء والحقد والكراهية وسلوك شيطاني تتجسد بصورة بشر .

5/بيان الفرائض والأحكام : فالعلاقة بين الإنسان والآخر تقوم على قوانين وأحكام إلهية كالعلاقة  بين الزوج وزوجته وبين المسلم والمسلم وبين المسلم والكافر وغيرها من الأحكام وغيرها من القضايا كالإرث والوصية والدين .

6/تفصيل الأدلة والبراهين بإثبات الصانع والوجود الإلهي الذي لا يسلبه الفناء .

  في هذه الليلة تصادف ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) المظلوم والمسموم .نسال الله أن يجعلنا من العاشقين الذائبين لآل محمد .ففي هذه المناسبة فيها ميزات ثلاث:

1/ إفطار صائم .    2/ والفرحة مع الزهراء بذكرى ميلاد ولدها المجتبى (عليهما السلام)  .      3/ والأكل الزائد من المؤمنين يذهب للمؤمنين من الفقراء إلى الجمعية الخيرية .

 

 

 

 

للإستماع للماحضرة أضغط على الرابط