دور القرآن في بناء الأمة(1)
القرآن الكريم مرت عليه القرون ولا يزال يطرق القلوب ,ونحن مهما اقتربنا منه لا نكتشف إلا المظاهر , وأن عظمته تكتسب من عناصر أربعة تشد بعضها الآخر لتخلص إلى بنية واحدة وهي أن القرآن العظيم نزل به الرب العظيم بواسطة الملك العظيم على قلب النبي العظيم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
1/ البعد الشخصي : وليس المقصود في الخطاب القرآني مخاطبة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما المعنى المقصود هو عموم المسلمين وعموم بني البشر .فالإنسان أحد الأركان المهمة والقواعد الأساس في عظمة القرآن . هذه البشرية تقلبت في الكثير في مجال التشريع والتنظير رغبة في التكامل ولكن تعثرت في الكثير في حياتها ودخولها الحروب الطاحنة والجهل ساد فيها والأمراض القتالة اندكت في وسطهم , فنجد إما أن القانون لم يكن متكاملا أو لم يحظى بالتطبيق . فالقرآن اصل الأصول ووضع الفروع ولم يذهب بعيدا و ينتهي بانتهاء الفروع .
2/ البعد الزمني : فالزمان لا يشكل حد و فاصل بين التشريع وبين أي إنسان والعامل الزمني له الأثر الكبير .
3/ البعد المكاني : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ) فالكافة رفعت الخصوصية المكانية في التشريع وصارت معممة إلى كافة الأقطار خارج الجزيرة العربية .
4/ البعد الموضوعي : القرآن الكريم هو التشريع و تنبني على أسس (تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) فما من حادثة ولا قضية إلا ولله سبحانه فيه حكم , فهو بما يحويه من مفاهيم وقواعد وأسس لا يستطيع الزمان أن يحد من امتداد مساحتها يكون القرآن بهذه الحيثية قد بصرت القلوب وصلح الفرد وإذا صلح الفرد يصلح المجتمع وبه يصلح العالم لذ جاء في الحديث (إذا خرج المهدي من آل محمد مسح بكفه على رؤوس أيتام محمد فكملت ورشدت ) .
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) يجد بعض الأشخاص بأن القرآن قاصر ومعطل في احتواء جميع الأمور في حياة الفرد , لكن المانع يفرض نفسه وأن عدم الرغبة في التطبيق أو الالتواء على التشريع وسوق النص نحو الرغبة الشخصية والمكسب الآني هو الذي يذهب بحدود القاعدة وأصلها .الروايات الواصلة تشكل لنا عمقا ومساحة واسعة من خلالها يمكن أن نصل إلى دليل لفظي .ولو تعثرنا في ذلك فهناك أصول أربعة لا مناص مناها :
1/الاحتياط . 2 /الاستصحاب . 3/التخيير. 4/ البراءة.
عظمة القرآن الكريم والسنة المطهرة أن تجمع جميع حاجيات البشر ضمن هذا المربع .
عندما جاء القرآن الكريم أخذ يخاطب حاجت البشر في أمور ثلاث : 1/ العقيدة : يعرف الناس بأنبيائهم ورسلهم وأوصيائهم . 2/الأخلاق : فخاطب الناس بالأخلاق السامية الرفيعة في وقت كانت الأخلاق فيها معدومة ويرون بالعيش الكريم هو بالنهب والسلب والقتل والخيانة . 3 /التكليف: فأخذى القرآن يتحداهم بالبلاغة والفصاحة والبيان , فطرح أسلوب الحوار في آياته .
وفي ختام خطبة سماحته رفع أحر التعازي إلى صاحب العصر والزمان ليوم ذكرى وفاة جده أبي طالب , فهو احد دعائم الدين , فكان (عليه السلام ) محارب ويطعن في إسلامه وكفره إلى يومنا هذا فيدل على جهل الأمة لهذا الرجل العظيم .
والمصاب الآخر فقدان السيد عبد العزيز الحكيم , فهو بقية السيف وراية الجهاد وراية تعادل في المجتمع العراقي وعامل تعادل وتوازن .
وهذا الشهر مميز في حضور الشباب إلى المساجد في جميع الصلوات وفي جميع المساجد الأخرى , فهذه دلالة على أن أصحاب الغزو الثقافي ما استطاعوا أن ينالوا من شبابنا قيد أنملة وأن شبابنا على مستوى المسؤولية وأن الإنسان المؤمن مؤمن بفطرته حيث تولد من منبع طاهر .
للإستماع للماحضرة أضغط على الرابط