دمعة ألم في رثاء الشيخ عباس الثاني طيب الله ثراه

دمعة ألم في رثاء الشيخ عباس الثاني طيب الله ثراه

عدد الزوار: 5256

2012-08-13

 

حفلات هنا وهناك رجالات علم ودين نذروا أنفسهم من أجل الأخذ بايدي المجتمع إلى مقامات متقدمة من الريادة والالتزام الديني والسلوكي , مسابقات دينية على مستوى القرية الواحدة والمدينة الواحدة سرعان ما أخذت شكلا تنافسياً من نوع جديد عن المسابقات بين القرى والمدن على الصعيد الثقافي الديني .

مجالس العزاء الحسيني في أيام عاشوراء , بدأت تلبس لوناً آخر من ألوان التجديد الشكلي والمضموني لمعالجة النمطية  في الطرح بما يتماشى وروح العصر حيث أخذت الأكاديمية دورها في إسعاف المجتمع بالآفاق الجديد من خلال وجوه أسباب الانبعاث الاجتماعي.

توجهت الدماء الشابة إلى الحوزة والانخراط في بعض عوالمها من خلال الدورات الصيفية ذات الطابع الديني والتي كان لها الأثر الكبير والمباشر على بناء جيل واعي حمّال للمسؤوليات .

لقد كان الشيخ الفقيد ضمن هذا السياق العام يمثل نقطة محورية في قريته القابعة بين أحضان النخيل الباسقات , عندما كان يشق طريقه كشاب ملتزم دينياً , وإلى شاب نشط اجتماعياَ , ثم والأهم من ذلك إلى رجل دين ناهض باعباء المسؤولية.

تعرفت عليه , وكان فيما بيننا شيء من النشاط الديني والثقافي وأمَّن ذلك الرابطة الوثيقة من خلال درس اللمعة الذي كان يشارك فيه عندما وجدت فيه الطالب المقبل على درسهِ والميال إلى الهدوء في أقواله وتصرفاته.

أسفت عندما علمت بانصرافه عن الكثير من النشاط في قريته حيث يعد ذلك بمثابة خسارة كبيرة على مجتمع هم في أمس الحاجة له ولأمثاله . واليوم وهو يودع هذا العالم الفاني إلى مستقر خلوده الدائم , أجد من الواجب علي أن أهمس في اذن أخوة لنا أن البداية لها مايبررها فهل تكون النهاية كذلك مسيرة حياة طافحة بالعطاء بكل تفاصيلها وتعقيداتها .

لكنها تبقى في سجل التاريخ ذاكرة وذكرى نحتاجها في الكثير من حالاتنا المعاشة.

رحمك الله شيخاً نذر نفسه لمجتمع تنكر له كثيراً في خصوصه وعمومه ورحمك الله شيخاً نفضت يديك من الكثير المتاح لا لشيء سوى إنك أردت أن تترك المساحة الكافيه للآخرين لعل وعسى أن يكون هناك الجديد , ورحمك الله شيخاً وحيداً على فراش مرضك تصارع قدراً محتوماً , وأخيراُ رحمك الله بالراحة والجنة ومرافقة الصالحين من عباده وشفع الله فيك من أحببت صابرا من محتسبا .

 

 

غربت شمسك يـا شـيـخ الـقـريــن

 

بـعـد مـا أشـرقـت بين  الخافـقـيـن

وإلـيـــك يـمـمـت فـــي هــديــهـــا

 

ثـلـة الإيـمـان أنـصـار الـحـسـيــن

كـنـت تـبـنـي فـكـرة فـــي عـالـــم

 

جاز حد الوصـف بيـن النـشـأتـيـن

كـيـف تـنـسـاك اللـيـالــي قـانــتـــاً

 

مجرياً دَمْعَ التقى فـي السـجـدتـيـن

ولــك الـنـفـس الـتـي روضـــتـهــا

 

فــي بــلاد الفرس بعد الدجـلـتـيـن

كـنــت تــدري أن دربـــاً رمــتــه

 

دونــــه الأضـداد بـيـن الضفـتـيـن

غــيــر أن الـعــزم ســــرٌ كـامـــن

 

صيـر الأوضـاع فـي رهـن اليدين

مــسـجـد الذكرى ومـن صلـى بــه

 

عرف الأهداف عـند الخـطـبـتـيـن

كنت تروي صادقــاً عـن مـعـشـر

 

نـــصــروا الله بـبــدر وحــنــيـــن

أتـــراهـــــا تـلـتـقـي بـعـد الـــذي

 

ألـقـــت بـالأمــس أُمُّ الـنـكـبـتـيــن

زورق الانــقــاذ كـــم رُدْتَ بـــــه

 

موج أحداث طغت في المسجـديـن

غبت " عباسٌ " وغـابـت نــظــرة

 

عـبـدت للـجـيـل إحـدى الحسنيـين

ليـت مـن أغـرى مـضـى مـنـفـردا

 

بـعـدمـا أجـرى مـن الـعشـاق عين

لـك فـي الأطـهـار حــب صـــادق

 

يهب الإنسـان إحـدى الجـنــتــيــن

فابـتـسـم حــراً طـلــيـقــا عــارفــاً

 

يامنـار الـهـدي فـي اهـل الـقـريـن

 

نظمها سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان " أبو عدنان " في رثاء الفقيد السعيد سماحة

الشيخ عباس الثاني

22/9/1433