دروس تربوية من حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
حيث بدأ خطبته برفع أحر التعازي إلى صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر(عجل الله فرجه الشريف) وإلى الأمة الإسلامية في أيام ذكرى مصاب الإمام زين العابدين( عليه السلام ) , فاستعرض سماحته الألوان المتلونة والمتنوعة من المأساء والمصاب, التي صبت على الإمام (عليه السلام) والكثير من موارد البلاء والامتحان ,فيبقى الإمام هو المرآة الساطعة والصافية التي يستطيع كل إنسان مسلم اختار لنفسه طريق الكمال, أن يعرض نفسه عليها من خلال ما خلفه من مورث, فمن أهمها الكتاب المعروف, وهي ((الصحيفة السجادية)) حيث من الجدير بنا الأخذ من هذه المقاطع والعبارات من الأدعية, التي تسلك بالمؤمن على وجه الخصوص والمسلم على وجه العموم ,العروج به إلى الملكوت الإلهي ,والوتد الموصول إلى عوالم ما وراء الطبيعة وعوالم أصل التكوين , فهي الداء لكل دواء . والموروث الأخر الذي لايقل أهمية عن الصحيفة السجادية التي تشكل الجانب العبادي للمؤمن والمسلم هي (رسالة الحقوق ) فإنها تشكل الجانب العملي لحياة المؤمن , حيث ضمنها الإمام خمسين حقا ,بدأها من حق الله وانتهى إلى حق الخلق إلى الخلق , فهذه الرسالة تحمل دستورا كاملا متكاملا لحقوق الإنسان , فمن الجدير بالأمم التي تدعي بحقوق الإنسان السير بهذه الرسالة الغراء , التي تسعد أفرادا ومجتمعات وكل الطوائف والأديان والقوميات من خلال عملها بهذه الحقوق التي أوردها الإمام زين العابدين (عليه السلام ) في رسالته .
فأخذ سماحة السيد محمد رضا السلمان من خلال خطبته ذكربعض من أدب الإمام زين العابدين (عليه السلام ), بذكر الروايات الباعثة على إدخال السرور في قلب المؤمن , وكشف الهم والغم والكرب عن صدره وقضاء حوائجه , حيث تلك السمات والصفات هي التي تبعث في المجتمع الأمن والاستقرار والمحبة والسمو والتلاحم والتآزر بين أفراده , والعكس من ذلك الخوف والهلع والنظرة إلى المؤمن لأجل تخويفه والأذى له يبعث في المجتمع العداوة الشخصية والحسد والحقد والغضب والطمع والفرقة بين أفراده .
وفي الختام شدد سماحته على الحرص الشديد على التلاحم والهدوء والتواصل ,فهذه النعمة وهي نعمة المساجد والمجالس الحسينية , تشكل للمجتمع المدرسة الأولى في تدريس مناقب وفضائل وأداب وأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) والاقتداء بهم , فتلك المدرسة نعمة الحفاظ عليها يلزمنا شكرها فبالشكر تدوم النعم , وتحويل العقل والحكمة إلى كبار مجتمعنا .
وللإستماع للخطبة إضغط على هذا الرابط