خطر المنافق في المجتمع

خطر المنافق في المجتمع

عدد الزوار: 568

2009-07-24

    سورة كاملة في القرآن الكريم وهي" سورة المنافقين" نزلت على سيد المرسلين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تفتضح فيها شريحة كاملة من الشريحة الإسلامية كانت تصول وتجول مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتغزو الغزوات وتشارك في الحروب حتى تلطخت أجسامهم بالدماء شهدت بالشهادتين وشاركت ببدر وحنين , وهي تحمل في  نفوسها النفاق والغي والبغض لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأهل بيته الأطهار فأسقطها زعيم الدين في كل حين وأخرس شقاشق الشياطين وطاح وشيظ النفاق , فكلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله , حتى اختار الله لرسوله دار أنبيائه ,ظهر فيهم حسكة النفاق ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين "كما قالت فاطمة الزهراء في خطبتها" .

      فتلك السورة لم تكن مكية وإنما  مدنية بإجماع المفسرين حيث واقع مكة مهزوز متزعزع الأوضاع طابع الدعوة فيها يميل إلى الكتمان والسرية أكثر مما يميل إلى الجهر و العلنية , فسبل النفاق وحملت الأوزار المستوجبين النار لم يشتد عودها بعد , فعندما انتقل الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالدعوة إلى المدينة وقوي الدين واشتد عود المسلمين ,دخلت جماعة من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الدين بيتوا النية في صدورهم نية الكفر والشقاق والنفاق والغي ,حيث تربصوا بمحمد وآل محمد الدوائر وتوكفوا الأخبار ونكصوا عند النزال وفروا من القتال.

     أخذ سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان باستعراض  الصفات العشر المتلازمة في المنافق وحذر المؤمنين بالابتعاد عن المنافقين وعدم الانزلاق في طابورهم المظلم والمهلك , حيث تحركات المنافق في وسط البسطاء والسجذ  ويتغلغل بينهم ويشترك ويندك في طقوسهم ويجد الأريحية بينهم وهو يتصل بالمركزية الجاذبة سرا فيمدونه بالمال ويمدها بالمعلومات والبيانات حتى تنهال بعتادها على الجماعات بالتنكيل والويلات , فالمؤمن كيس فطن وحذر اتجاه هؤلاء فينبغي معرفته  بالصفات البارزة والواضحة في " المنافق" وهي :

1/ المنافق كذاب: حيث يقول الكذبة ويشيعها وينخرط في طياتها ويصدقها .

2/الاستفادة من اليمين الكاذبة : فلديه المعرفة الكاملة بالأحكام الشرعية وفي دقتها حتى يتحايل على فريسته وينقض منها حيث يريد (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) .

3/ إحداث الظاهرة المغرية : يلبس لباس رجل الدين الزاهد والتقي والورع (و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) فالظواهر ليست مقياس الرجل المؤمن وإنما بالثوابت .

4/ الحياة الفارغة في المجتمع : ليس للمنافق السواعد في النهوض بالمجتمع وإنما (كأنهم خشب مسندة ) .

5/ غلبة سوء الظن : فيحملون الظنون  و (يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم ) .

6/ الاستهزاء بأهل الحق والحق : فيتعمدوا بإسقاط الدين في وسط المجتمع  ويذهب بروحه في أوساط الأمة .

7/ الفسق وارتكاب المعاصي : التجاهر بالإثم والفسوق والعصيان والفجور والموبقات بين الأمة  .

8/ عدم القبول بالحفاظ على الدين : فيسعى للدمار في وسط الأمة ويذهب بروح كل ما له صلة بالدين كالمساجد والحسينيات ويذهب بأخلاقها وقيمها وثوابتها وبرموزها فله ارتباط بمركزية تمده بالمال فلا يقبل التحرك للدمار إلا بالمال كما نرى في بعض الفضائيات  .

9/ التكبر والغطرسة : في وسط المجتمع والتعالي عليها حيث تدعوهم إلى الهدى فيعرضوا عنه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ ) .

10/ زعزعة الأمن والاستقرار: حيث تراهم يتوعدون الأمة بعدم الأمن في بلادها وعدم استقرارها كما نرى في أوساط الأمة الآن (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ مِنْهَا الأذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) .

  وفي الختام حث سماحة السيد أولياء الأمور بالحرص الشديد على أبنائهم خلال الإجازة بعدم السهر إلى بزوغ الفجر , وهدر الأوقات في الملهيات , ومتابعتهم وعدم انخراطهم إلى شريحة تلك الطبقة والطابور الخامس طبقة المنافقين والإغرار بهم والتحايل عليهم والسير بهم إلى تلك الطبقة المريضة قلوبهم من المنافقين .  

للإستماع للمحاضرة أضغط على الرابط