حياة الإمام الصادق (عليه السلام ) العلمية والفكرية
الإمام الصادق (عليه السلام) أجمع المخالف والمآلف على غزارة علمه وفقه , فسئل أبو حنيفة من أفقه من رأيت؟ فقال : ما وقعت عيني من أفقه من جعفر بن محمد ؛وقال لولا السنتان لهلك النعمان .اعتراف بمكمن العظمة ومركز المعرفة لجعفر بن محمد فهو الأفقه على الإطلاق ولم يكن محصورا بجانب من جوانب المعرفة وإنما وضع القواعد المحكمة في مذهب لازال يحصل على الصدارة فالكثرة تبقى لجعفر بن محمد , فأين ذكره في الصحف اليوم وفي المجلات ولو يروى بأسانيد عن الإمام الصادق لكفى ,وعندما نشاهد الفضاء المفتوح ونسمع الكثير واسم جعفر بن محمد اسم مغيب رغم أنه من المفترض أن يشغل المساحة الكبرى .
فعلى كل مسؤول وموظف وعامل في أي دائرة من الدوائر الوظيفية والمهنية السائر على نهج مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تحمل الأمانة كما يمليه عليه القانون فعليكم بالورع في النظم والانتظام , وعدم تسابق الآخرين بالأفضلية ,فنهج الإمام الصادق يلزمنا الصدارة في كل فن من فنون العلم والمعرفة وعلمتنا مدرسة العترة الطاهرة على التميز في الأداء والرقي والرفعة والأخذ بالقول والعمل والخارج عن هذا المسار وعن هذا النهج ليس من شيعتهم والسائر على نهجهم , فعلينا أن لا يكون غيرنا أكثر حراكا من أصحاب مدرسة الصادق من آ ل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ,كما بعث سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان برسالة إلى كافة المؤمنين بقضاء حوائج المؤمنين فهي أفضل من سبعين طواف وطواف كما جاءت في الروايات الشريفة , فالإنسان كالشجرة بالعطاء .
فحث سماحته أولياء أمور الطلاب والطالبات بالحرص والمتابعة لأبنائهم فهم أصحاب المسؤولية الأولى , واتصال المرأة بالمدرسة لمتابعة الأبناء أول بذور ومكمن الخطر في وسط الأسرة ووقت حصادها تجنى دمارها وسلبياتها وذهاب عزتها وكرامتها .فالحذر كل الحذر من اتصال المرأة بالمدرسة .والمرأة هي الجانب الضعيف والرجل الذي يتخلى عن المسؤولية عليه النظر إلى نفسه , فالعلم يدعونا بالعمل والتطبيق والمحافظة على الأسرة فعندما يخاطب الجليل اليهود (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) لم تكن محصورة عليهم وإنما لكل من يسلك هذا المسلك وكل من يأخذ العلم ويخرجه عن نطاق العمل والتطبيق لأن من لوازم العلم العمل به فلا علم من لا عمل له .فعلى كل أسرة أخذ وقلب ميزان التأنيب في وسط الأسرة على الأبناء إلى الثقافة والرقي في التوجيه والإرشاد والترغيب والتحفيز فسبب إعاقة الأبناء عنجهية الآباء , فقلب ميزان ومبادرة الاعتذار من جهة الآباء يرفع من ثقة الأبناء ويؤسس مبادئ الصفح والتسامح بينهم , فسبب انحراف الأبناء وابتعادهم عن طريق الرشاد بسبب أخطاء الآباء , سهر الليالي في الاستراحات والابتعاد عن مشاكل الأسرة وعدم المعرفة بمن يجالس الأبناء ويسلم الأموال لهم والفرض عليهم بتخصص أكاديمي وبعلم من العلوم ومدرسة من المدارسة الفكرية إلى أي اتجاه تسلكه الأبناء بفعل ضغوط الآباء؟
ثم انتقل سماحته بمواصلة موضوع (مدرسة جبل عامل ) : فمسألة الانفتاح على المدارس الأخرى من حولهم كان سبب في ثبات المدرسة , فرموزها لم يكن الواحد منهم أن ينقطع عن الدين , فعلماء لبنان يديرون أكبر الجمعيات الخيرية فقلما أن يعتمدون بالمورد الشرعي , وكان الحراك سبب الثبات , فأخذوا بنشر الكتب, فالفكر يثبت بالكتاب فنقلوا كثيرا من المعارف .فعلينا أن نأخذ الحكمة أنَّ كانت كما قال الإمام علي (عليه السلام) فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها .
وقراءتنا عن الإمام الصادق (عليه السلام ) كإمام مذهبنا يجب أن تُقرأ قراءة متكاملة غير مجزأة وبكامل معطياتها في جميع العلوم والمعارف , فكل أئمة المذاهب تخرجت من مدرسته , فمحاولة تصفيته بعد ما ذاع صيته واتجهت الأنظار إليه وتهافت الناس لديه , وتضرب له الأقوال وتؤخذ منه العلوم وترجع إليه المسائل وكل يقول حدثنا جعفر بن محمد , فمسؤوليتنا تكمن بالتعريف بجعفر بن محمد وذلك لبناء الأمة وللأجيال وقراءة ما قاله جعفر بن محمد في جميع العلوم . نحن في القرن الحادي والعشرين فالمدارس الفكرية منفتحة أمامنا , فالقنوات التي تبث باسم المذهب وتجرح الطائفة وتؤثر على المذهب يجب من لديه القرار وضع حد اتجاه تلك القنوات .فالعنف في مشهد الإمام كان قبل سمه عند استدعاءه (سلام الله عليه ) إلى قصر الخليفة حافي القدمين .
للاستماع إلى الخطبة الضغط على الرابط