حياة الإمام الرضا (عليه السلام) العلمية والفكرية

حياة الإمام الرضا (عليه السلام) العلمية والفكرية

عدد الزوار: 530

2009-02-14

      حيث استعرض سماحته الجانب العلمي والفكري من حياة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام ) , الذي كان السبب في رفع الطوق الشديد من المراقبة الحثيثة على الإمام (عليه السلام ) في زمن المأمون . بهذه الصفة من العلم والمعرفة  لو قامت الأمة بالعمل بصفة واحدة من صفات معصوم واحد وتطبيقها لارتقت على سائر الأمم واكتفت بأصحاب الفكر وذوي البصر والبصيرة من داخل الأمة من علوم محمد وأهل بيته الطاهرين ,بابتعادهم عن هذا الخط الرباني  ابتعدوا كثيرا وظلوا ظلالا بعيدا.

      ففي أحاديث الإمام الرضا (عليه السلام ) اعتنى بتسيير شأن الإنسان في جانبه المدني والحضاري , وبتجميل الإنسان لذاته ولأسرته وللآخرين , وببيان الأحكام وبيان عللها . وفي مجال التفسير هو أول من وضع حجر استنطاق النص القرآني بالنص القرآني  وما يسمى الآن (بالتفسير الموضوعي ) ,ثم أخذ الإمام بتفعيل وبلورة مدرسة الدعاء عند أهل البيت , حيث جمع الخاصة من أهل بيته والغلمان من حوله ليقرأ لهم بعض النصوص عن محمد وال محمد ممن تقدمه  كواقع عملي للمشاركة كليالي القدر وغيرها من ليالي الإحياء والمناسبات الدينية, فهي ليست وليدة العصر.ثم قام الإمام بتصحيح التاريخ المدسوس والمشوه  من نشأة آدم عليه السلام إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وطرح العقائد الصحيحة عن محمد وآل محمد .واهتم الإمام (عليه السلام ) كسائر أبائه الطاهرين بحث الهمم صوب الحركة المهدوية.

      وفي الختام وجه سماحته برسالتين مهمتين إلى المجتمع , رسالة إلى شخصية الرسالي الحق  وهي الاعتناء بالأمور الدينية والسياسية والاجتماعية والتي منبعها الحقيقي هو محمد وآل محمد,فمتى ما انفك منه أمر انفكت منه تلك الصفة.ورسالة إلى شخصية المؤمن وهي السير نحو الخط الرسالي المحمدي بالفعل وليس بالكلام , فالعمل بالحديث (أعمالكم تعرض على الخلف الباقي في كل جمعة ) مهارة سلوكية وحافز تربوي مهم في تقييم وتقويم وتغيير الفرد من سلوكه وتطويره ومراقبته لذاته نحو الأفضل , حيث يولد في كيانه العلم بأن أي عمل يقوم به فهو معروض إلى الإمام (عليه السلام) فيرتقي إلى السمو والرفعة,  والاهتمام بالأمور التي تجعله ذات صلة وطيدة بالإمام (عليه السلام) .

للإستماع للمحاضرة اضغط على الرابط