حوزة كربلاء وتعدد المدارس الفكرية(2)

حوزة كربلاء وتعدد المدارس الفكرية(2)

عدد الزوار: 756

2010-10-01

     ومما لا شك فيه فإن العمل يدفع بصاحبه الطموح , وبطموح الفرد واتساع الدائرة إلى المجتمع وإلى الأمة دلالة حركتها الدؤوبة فمن الملاحظ مجموعة من العوائق التي تعيق الإنسان طريقه في تحقيق أهدافه , فمن أهمها :

1/ الفساد والانحطاط الأخلاقي والعمل ينبغي تحت  التشريع الإسلامي .

2/ الأغلال التي توضع على الأعناق ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) .

     فالإنسان من حقه أن يعيش أفضل ما يكون في جميع الحالات والبعد عن الإفراط والتفريط والإسهاب والإهمال في أي مساحة في ميدان العمل , فالإمام علي (عليه السلام ) مدرسة التنظير بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) يتحرك على مسارين : 1/ التنظيري . 2/ والعملي .

    فمتى ما عمل الإنسان في هذه الدارة الدنيا من دار يشيده ويزخرفه فإن كان بناءه لضيف يستقبله أو لترفيه لعياله فقد اشترى لآخرته وضمن جنته ,واجتماع  أصحابك فيه فحصيلته وثمرته في الآخرة أفضل منه , تلك السلوك والتوجيهات من الإمام علي (عليه السلام ) تكسب للفرد المؤمن القناعة في الدنيا ووضع هدف سامي يسمو من خلاله إلى دارة الآخرة,عش لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا .

    عودا إلى حوزة كربلاء نجد فيها قد واجهتها انفتاح مزاحم  ومزعج  , حيث التضارب بين مدرستي الإخباريين وأهل الفلسفة والمنطق , لابد من أي حركة كانت علمية وفكرية لابد من وجود تيار رفض وأخر بالقبول , وجماعة مناهضة وأخرى محاربة , فمحاربة التيار الفلسفي والمنطقي ليس بوليد اليوم وإنما منذ خروج علم المنطق والعقل والفلسفة وعلى مر العصور واختلاف الأديان والمذاهب .

   فنتاج المشهد الحالي إنما هو وليد لتلك العصور والتيارات الفكرية المتلاحمة المناهضة من جهة والمحاربة والمكفرة من جهة أخرى .

   سيشهد الجامع ليلة الأثنين وفاة الإمام الصادق (عليه السلام ) نرفع فيه أحر التعازي والأسى إلى صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف ) بهذا المصاب الجلل  .