حوزة بغداد بين بداية الحديث والركن الأصولي
فحوزة بغداد تركت على المشهد الشيعي والعلمي علماء بسطت كتبها للأمة الإسلامية جاعلة منها أصولا و حجر أساس في التأليف والتحقيق والتنقيب ,من أمثال ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني وكتابه الكافي الذي أودع فيه فوائد ركز على جانب الأصول واتخذ منهجا دقيقا في تأليفه , والشيخ الطوسي وكتابيه التهذيب والاستبصار فكانا أكثر دقة ونقاء , والشيخ الصدوق وكتابه من لا يحضره الفقيه . وأما الشيخ الذي خضع له المخالف فضلا عن المآلف بالاحترام والتبجيل والتقدير والعظمة هو الشيخ المفيد حيث وضع يده على الخلل في كتاب الصدوق فأغلق نيف وثلاثين من الكتاب والتصحيح في الدخيل فأسقط السند أو دلالة النص .فمن تلامذته الشريف المرتضى والشريف الرضي , وفي وفاته رثاه الإمام الحجة في أبيات شعرية مكتوبة على قبره :
لا صوَّت الناعي بفــــــقدك أنه............ يوم على آل الرسول عظـيم
إن كنتــ قد غيبت في جدث الثرى .........فالــعلم والـتوحيد فيك مقـــيم
والحجة المهدي يفرح كلما تليــــ............ــت عليك من الدروس علوم
ثم ذكر سماحة العلامة مستوجبات حوزة بغداد :
1/انفتاح أبواب المعرفة لكونها العاصمة الدينية والسياسية فالعلماء تحركون على هذا المسار .
2/تقدم آلية البحث وبذرة الاجتهاد مع الشيخ المفيد , فقبله كان المعصوم موجودا ,فالرواية المباشرة من الرسول أو عن طريق الإمام هي السنة المطهرة .
3/الرغبة في التجديد وغربلة التراث .
4/حركة التصحيح كما قام بها الشيخ المفيد .
5/التزود بمعارف أهل البيت ( عليهم السلام) .
6/الإمساك بأساليب البحث عند أرباب الحوزة العلمية .
7/تتبع خطى المعصوم وحركته في الجانب الرسالي .
8/الحذر من الاندفاع العشوائي في جانب التاريخ .
9/الهروب من السلبية وبالخصوص من أوساط المتحجرين .
فحث سماحة العلامة المصلين بأن لا نعتبر رجل الدين كالإمام المعصوم , فالواجب منا فتح باب النقاش والحوار والسؤال , والابتعاد عن المتظاهرين برجل الدين وذوي الرجعية منهم الذين يرون القدسية برجل الدين , فمعاناة السيد الإمام مع هذه الشريحة أقسى عناء من ثورته وحركته ضد الظلم والطغيان .
وفي الختام تقدم بأحر التعازي والمواساة لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وللمراجع العظام بالفقيد الجليل والمرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت , حيث كان احد کبار المراجع الدينية في قم عن عمر ناهز 92 عاما . وکان بهجت (ره) قد ولد في عام 1334 هـ ق في مدينة فومن بمحافظة کيلان /شمال إيران /وبعد ولادته ب 16 شهرا توفيت والدته, وأکمل دراسته الابتدائية في کتاتيب فومن وبعد ذلك درس آداب اللغة العربية وفي عام 1348 هـ ,حين بلغ 14 عاما هاجر الى مدينة کربلاء في العراق بهدف اکمال دراساته الحوزوية الدينية ,ومکث فيها 4 سنوات وتتلمذ خلالها على يد المرحوم الشيخ أبو القاسم الخوئي بالإضافة إلى أساتذة کبار آخرين . بعد کربلاء رحل آية الله العظمى بهجت إلى مدينة النجف الأشرف في العراق لاکمال دراساته الحوزوية على المستويات العليا ,وتتلمذ على أيدي کبار المراجع الدينية واساتذة الحوزة العلمية في النجف ومن بينهم الشيخ مرتضى الطالقاني والآيات العظام ضياء الدين العراقي والميرزا النائيني ومحمد حسين الغروي الاصفهاني . کما حضر في دروس المراجع الکبار السيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ محمد کاظم الشيرازي مؤلف کتاب الحاشية على المکاسب في الفقه والسيد حسين بادکوبئي في العلوم العقلية <حيث درس کتابي الاشارات والتنبيهات والأسفار الأربعة ,إلى جانب حضوره في دروس مراجع الدين الکبار ،اشتغل في تدريس مرحلة السطوح العليا ،وشارك المؤلف الکبير الشيخ عباس القمي في تأليف کتاب سفينة البحار کما استفاد من الدروس الأخلاقية للعلامة الکبير سعيدي في مسقط رأسه فومن ,وکذلك على يد علماء آخرين في کربلاء . وتعرف على العلامة قاضي حين بلغ 17 عاما ولقي في شخصيته الفذة ضالته المنشودة وسلک منهجه الاخلاقي – العرفاني وفي عام 1364 هـ ق عاد الى مسقط رأسه حيث تزوج فيها ,وبعد فترة قصيرة عزم على العودة الى النجف الاشرف ,لکنه بقي في قم بصورة مؤقته وفيها وصلت اسماعه وفاة کبار اساتذه الحوزة العلمية في النجف الاشرف ,مما حدا به الى تغيير نيته في السفر الى هذه المدينة والسکن في قم . ومارس تدريس الفقه والاصول في مرحلة الخارج بهذه المدينة ,وذاع صيته مع آية الله العظمى حسين بروجردي المرجع الديني الکبير في قم ,وتخرج على يديه تلامذه کبار واستمر في التدريس حتى نهاية حياته الشريفة.
وللمرجع الديني الکبير مؤلفات عديدة منها :
1/دورة کاملة في اصول الفقه.
2/والحاشية على المکاسب للشيخ الانصاري .
3/ودورات کاملة في کتب الطهارة والصلاة والزکاة والخمس والحج .
3/وکتاب الحاشية على کتاب ذخيرة العباد للمرحوم الشيخ محمد حسين غروي .
4/والحاشية على کتاب المناسک للشيخ الانصاري .
5/ودورة کاملة في الفقه باللغة الفارسية وکتب ورسائل کثيرة غيرها .
للاستماع إلى الخطبة اضغط على الرابط