حوزة النجف/تيار الانفتاح الثقافي

حوزة النجف/تيار الانفتاح الثقافي

عدد الزوار: 707

2011-02-26

وقال يستتم حديثه عن أصناف طلاب العلم إن أصحاب الانفتاح الثقافي تلتقي مع أصحاب الخط الأول في عدد من النقاط وتفترق عنها في أخرى تميزها عن غيرها من شرائح المجتمع ، وهي في كثير من أسسها تعتمد على مدرسة الأدب العربي والعالمي ، وترى في التسلح بالأدب ضرورة ماسة.
وذكر ضمن  قوالب الأدب المتعددة النثري والنظمي والأدب الفني والنقدي ، مؤكداً على أن عظمة القرآن الكريم لا تتجلى للبشر إلا بسلاح الأدب ، مضيفا إلى أن النقد الذي هو أحد قوالب الأدب يدفع الإنسان نحو الكمال ، وانطلق سماحته يعدد صور النقد ويجزم أنه ما من عمل أدبي جبار إلا وطالته يد النقد ،  وطرح كتابي البخلاء و البؤساء كنموذج من الأدب الراقي والذي ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه ولا أن يحظى بهذا الاتساع من الانتشار والعالمية لو لا طواعيته للنقد .
واستدرك يصحح اعتقاد من يظن أن النقد وليد الساعة فنشأته من قديم الأزمنة والقرآن بعظمته يحوي صورا نقدية رائعة وصريحة في كثير من الأحيان مستدلا ب " يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك"   واستدرك مبينا احتياج هذه الطبقة إلى روافد حتى تشتد وتقوى ، مشيرا إلى أن هناك ضرب من التعتيم في الحوزات يوازي التعتيم في دوائر النظم التابعة للحكومات .
وأشاد  بالشهيد الصدرو كيف أنه كان متابعاً لشأن الفكر العالمي وهو الذي يحمل العقلية الوقادة  التي استطاع بها أن يسود على الأعلمية في الفقه والأصول وخلّف آثارا لم يأتِ على مثلها غيره كشرحه "للعروة الوثقى " و " فلسفتنا " ورسائله وردوده في أكثر من جانب وآخر و " البنك اللاربوي في الإسلام " و " فدك في التاريخ " ويؤكد سماحته أن مؤلفاته تلك وغيرها تدلل على سعة أُفقه وكل ذلك تحصَل عليه من انفتاحه وتطلعه على ما هو جار ٍ حوله . مضيفا أن كوكبة كثيرة أثبتت لها صفحات منهم من مضى ومنهم من ينتظر .
وصنف المسار الثاني بأنه أكثر انفتاحا و اطلاعا ولا يجد بأسا من اقتناص المعلومة من المجلات والجرائد بهدف أن يكون بصيرا بما يجري حوله ولا تلتبس عليه الأمور ، كما ينفتح هذا المسار على الفكر الغربي .
مشيرا إلى أنه لم يتجرأ أحد أن يبيع كتابا من هذا النوع في النجف ، وأن تداوله صعب جدا لدرجة أنه لو كان بين يدي رجل يقرأه والآخرون يستمعون في جو من الكتمان والسرية .
وتساءل سماحته متى يرتقي الإنسان في قراءاته  ؟ وكيف يقرأ الحدث ؟ وأجاب إلى أهمية التنوع الثقافي وإلى ضرورة الوعي الاجتماعي إذا لم يتسلح رجل الدين بأكثر من علم وعلم فإذا لم يكن على نحو التخصص فلا أقل من نحو الثقافة مشيرا إلى أن الرسالة العلمية التي يتدرع بها ماعادت تكفي وأن المجتمع ماعاد فلاحا يعتاش على مايصرمه من الكتاتيب .
وفي ختام المحاضرة دعى المصلين من النساء والرجال لحضور استضافة الشهر وهي ضيفان من جمعية البر مركز الفيصلية ومركز الشعبة و المقررة أن تكون  مساء الأربعاء بعنوان (الجمعية والمجتمع وجهاً لوجه) 
وبشر سماحته المؤمنين بأن مقدار ما تبرعوا  به في الجامع  على مدار الأعوام الأربعة قد تجاوز المليون ريالا كلها أودعت في حساب جمعية البر الخيرية .

  

 

للإستماع

 

أو من خلال الرابط