حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبو
عوامل ذكرها الإمام (عليه السلام) لمساعدة العبد في مواصلة المسير نحو عوالم ثلاث لتحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف بسلام وآمان , العالم المادي الذي نعيشه ويكمن بأن لا يرى أمامه إلا الله سبحانه في تحقيق آماله والسعي الجاد لرضا الله سبحانه ورضا الوالدين وتأدية الحقوق على مختلف أصعدتها ,فنجد ذلك قد حققتها البعض من أبنائنا بعد انقضاء عام دراسي في رسم الابتسامة في محيا أبائهم فسعوا لآمالهم جاهدين ,والطرف الآخر تخلف وظل عن الطريق .
فالإجازة أيام ينبغي للجميع محاسبة أنفسها , ووضع جميع المعطيات والنتائج على طاولة التشريح وبيان السلب منها والإيجاب ووضع الجدولة وخطة عمل لتعزيز الجوانب الإيجابية ووضع الحلول المناسبة للجوانب السلبية وتكسير العقبات وتذليلها مع مراعاة عدم الضرر لجميع الأطراف , مع التذكير بأن للتوبة أبواب مشرعة للعبد متى ما أراد العبد ذلك في أي وقت كان وأي مكان كان ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) وباب الدعاء من أفضل الطرق الموصلة لرضا الله سبحانه ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ) فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا .
فعلى الأبناء استقلال الإجازة بما هو نافع ومفيد ليعود عليهم في العام الجديد بالتهيئة المريحة والاستعداد المناسب ومكمن ذلك بعدم السهر خارج المنزل وعدم صحبة السوء واختيار الصديق المناسب عمرا وكفاءة وصلاح سريرة , فعلى الآباء متابعة الأبناء ومراقبتهم دون المساس بشخصيتهم .
وعلى النساء بعدم الاستغراق في الوقت في مجالس النساء والاكتفاء بوقت المجلس دون التجريح بشخصيات آخرين ونسيان ما أوتي لسببه , وعدم تعطيل مسار الحياة الزوجية والأسرية فهما من الأولويات على مجالس النساء .
وبعد الانتهاء من المسير في عالم الصراعات والماديات يدخل العبد إلى عالم البرزخ عالم الأنس بنور بمحمد وآل محمد لمن آمن بمحمد وآل محمد , وعالم وحشة ورهبة وخيفة لمن ابتعد عن الصراط ووالى الطغات , فيسأل عن الثوابت الدينية , وتركن الأشياء الأخرى إلى عالم الآخرة عالم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأعطي الشفاعة من محمد وآل محمد .
للإستماع
أو من خلال الرابط