جانب من حياة الإمام الجواد (عليه السلام ) العقلي والفكري
بين سماحة السيد في خطبته الخلاف الذي جرى في زمن الإمام الجواد (عليه السلام) أثناء توليه إمامة الأمة حيث كان سنه بين السابعة والتاسعة من العمر الشريف , فالسن بالنسبة للأئمة (عليهم السلام) ليس عائق في الإمامة فهم القرآن الناطق والعترة الملازمة للقرآن اللذين أوصى بهما الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم), فخاطب الإمام الجواد (عليه السلام) أحد محبيه ومن شيعته رداً على كلام جرى في نفسه وهو يرى الإمام بحجمه وطوله و حداثة سنه بأن يتولى إمامة الأمة بطولها وعرضها , فقال له الإمام الجواد (عليه السلام ) :أينك عن جدي علي(عليه السلام) وقد آمن بالرسول وهو الشاهد على الأمة وهو لتسع سنين ) .
لاقى الحراك العقلي والفكري الرواج في عصر الإمام الجواد ( عليه السلام ) فتحرك على ذلك المسار لكونه أحد أركان نشر المعارف لأهل البيت (عليهم السلام) فمدرسة أهل البيت اسم ورسم , قول وفعل , رواية ودراية , وهذا يدلنا على أن نسلك في حوارنا بالفكر والعقل أمام النصوص والدروس , فعلى المؤمنين حفظ الأحاديث المروية عنهم فمن حفظ أربعين حديثاً حشر يوم القيامة مع الفقهاء كما جاء في الحديث, وأخذت أعلام المدارس الفكرية المخالفة بوصف الإمام ومن أعلامها " ابن الجوزي" في تذكرته يقول في الإمام محمد الجواد :" كان على منهاج أبيه بالعلم والتقى والزهد " . وقال "الذهبي" في وافي وفياته :" كان محمد يلقب بالجواد وبالقانع وبالمرتضى وكان من سروات آل بيت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) " , وقال "الصباغ المالكي" يقول : " وإن كان – أي الإمام الجواد (عليه السلام) – صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر القائم بالإمامة بعد علي بن موسى الرضا بالنص عليه والإشارة إليه " . وقال" النبهاني" في جامع الكرامات : " محمد الجواد أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة من سادتنا أهل البيت " .
والاستفادة من الإمام ينبغي أن نكون كشجرة السرو الثابتة في الأرض الشامخة في السماء , وتحويل النص من سكونه إلى حراكه في الذات وفي وسط الأسرة والمجتمع ومن القول إلى الفعل ، فحديث تدريه خير من ألف حديث ترويه كما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) وكما جاء عنه أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ,وتكمن المعاني في كلمات الإمام الجواد ( عليه السلام ) حين جاءه رجل قال له أوصني يا بن رسول الله , قال ( عليه السلام ) : وتقبل ؟ قال : نعم . قال : توسد الصبر واعتنق الفقر . وارفض الشهوات وخالف الهوى . واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون" , فتلك الكلمات تاتي معانيها بالعمل بها في واقع الحياة ففيها سمو المؤمن وعلو قدره.
ثم نبه سماحته بأن ضيف الشهر سيكون الدكتور ( أحمد اللويمي ) ومحاضرته عن كيفية استثمار الإجازة وتحريك القدرات والطاقات روحيا وجسديا , وعدم سكونها وهدرها في السهر والملهيات وضياع الفراغ والوقت فنحن مسؤلون يوم القيامة عن عمرنا فيما أفنيناه وعن شبابنا فيما أبليناه .
ثم وجه المصلين إلى المحافظة على القرآن و إلى كرامة القرآن حيث في السابق كان يقال" افتديت قرآنا " ولا يقال " اشتريت قرآنا" , وجوب وضعه في أماكن بعيدةعن النجاسات حيث لا يمسه إلا المطهرون , وابعاده عن القاذورات وبيت الخلاء , فهذا عمل أعداء الأمة فهل يكون هذا في أوساطنا ؟ الآباء تتوارثه والأبناء تهتكه .
للإستماع للمحاضرة أضغط على الرابط