تميز المدرسة العقلية في حوزة كربلاء
المدرسة العقلية بانفتاحها أعطاها إسهاما كبيرا على المدارس الأخرى , فما حصلت عليه حوزة كربلاء من نقلة وقفزة و الاستفادة المتميزة جاء على إثر الحراك من أصول الفقه ومساحتها الكبرى وعموده الفقري أمسك المدرسة التشريعية وإعطاءها القوة من جهة أخرى , ومن التجدد في الحراك الفكري جدد صورة حوزة كربلاء من الخمول والركود .
فالقبول بالحديث أو رفضه أو إصدار الحكم عليه بالصحة أو الضعف لا يمكن أن يكون إلا عن طرق أربع وتؤخذ واحدة منها ويبت الحكم , وهذه الطريقة من إقرار وتمحيص تناسب المختص والعالم والمجتهد وهذا ما يسمى بعلم الرجال , وهناك علم أخر يختص بدراية الحديث , فعلى الجاهل وعوام الناس الابتعاد عن هذا الطريق , والأربعة المختصة بعلم الرجال هي :
1/ الصحة : ويكون الراوي إمامي عدل , والتدقيق باسم الراوي وتشابه الأسماء وارد جدا .
2/ الحسن : وهو الذي يكون الراوي مؤمن ولا يوجد في حقه توثيق .
3/ الموثق : أن يكون الراوي غير مؤمن ولكن وجد في حقه النصوص الموثقة بالراوي .
4/ الضعيف : أن يكون الراوي إمامي لكن وجد في حقه الجرح والقدح والخلل .
وتلك التقسيمات الأربعة ما ميزت المذهب وأعطاها القوة , فما يخيف الأمة اليوم هي النعرة الطائفية وغيرها من التيارات المتلاطمة لا تشكل الخطر علينا , والنعرة الطائفية ليس المقصود بين مذهب وأخر وإنما الأوسع منه بين الأديان المختلفة .
فمذهبنا مذهب محمد آل محمد , مذهب الصفاء والنقاء والوحدة والاتحاد والتجمع , ويدعو إلى الإخلاص وأداء الأمانة والتفاني في العمل الوظيفي وعدم التهاون والتخاذل والتكاسل والتقاعس , فما الوظيفة إلا أمانة حملت بها فعلينا أدائها على أكمل وجه وهذا ما يميز المذهب , وهذا ما نراه اليوم بأن تحمل علينا أعمالا وأموالا و رعية لحفظها ورعايتها , وعلينا السير بعمل أبائنا السابقين وتطبيق قول الإمام الصادق (عليه السلام ): فوالله لحدثني أبي: أنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي فيكون زينها: أدّاهم للأمانة، وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل العشيرة عنه ويقولون: من مثل فلان؟ إنّه أدّانا للأمانة، وأصدقنا للحديث)
للإستماع للمحاضرة
أو عبر الرابط