ترانيم الوداع
مــن هـنـا حيـنـا ابتـديـنـا دربـنــا
لـم تحـدد آخـر الــدرب الطـويـل
كنت تتلـو الحـب أوقـات الدجـى
وأنـا فـي الحـب مصـدوم علـيـل
أحـســب الأيـــأم تُـدنــي مـوقـفـا
مــن رؤاناعنـدمـا يـبـدو الـدلـيـل
غـيـر أن الـمـوت أنـهـى شـــرَّدا
في حيـاة صاغهـا الـرب الجليـل
حيـث غنـت وقعهـا عنـد المسـاء
فأنا والصوت والطـرف الكحيـل
أتـغـنــى الــحــب تـفـعـيـلاً لــــه
فـي نظـام العشـر أوزان الخليـل
غيـر أنـي أعـزف اللـحـن الــذي
فوْعـل المـوقـف مابـيـن النخـيـل
أنـا أمسـي عشتـه حيـث أغـتـدي
مذ تقاسمنـا الهـوى رغـم الدخيـل
كنـت ترعـى غرسنـا فــي وقـفـةٍ
جسدتها الروح فـي فجـرٍ أصيـل
يـا رفـيـق النـهـج فـاضـت مغـلـةً
مـذ نعـاك النعـي فـي ظهـر ثقيـل
أسلمتـنـي هـمـزة الـوصـل لـمـن
لا يعيش الحـب فـي لحـنٍ جميـل
إنـهـا الأيـــام يـــا أهـــل الـتـقـى
تُقلـب الوضـع وتلغـي المستحيـل
هـل عرفـتـم موقـفـا مـاجـت بــه
سانحات الفكر من وحـي العميـل
إنــهــا وقــفــت قــلـــب هــائـــم
غـيّـر الــدرب وهـــم بالـرحـيـل
كـــم تخـطـيـت الـــذي تــحــذره
يا كريم النفس في الجدب المحيل
شملـتـك خصـلـة مــن "صــادق"
كـنـت فيـهـا شاخـصـادون مثـيـل
وقــفـةً لله مــــا رمــــت بــهــا
بُلغـة العيـش ولا الجـاه الحـويـل
قـد رحلـت اليـوم يــا شيـخـاً لــه
فـي قلـوب الـنـاس حـبـاً لايمـيـل
أودعتـك القـبـر لاتـرجـو ســوى
رحمـةً كبـرى لمـن أمـس نـزيـل
روضـــةً لـلـديـن قد خُـطــت هــنــا
قربتـهـا لحـظـة الـمـجـد الأثـيــل