تخلف الأمة الإسلامية نتاج انقلابها على الدعوة المحمدية
بعد البلاغ والرسالة تحرك (صلى الله عليه وآله وسلم ) في بناء الأمة وحضارتها مدفوعة بالبصيرة التي تتحقق في أمرين : تزكية النفس وإفراغ العلم , كما قال الله جل ذكره ( وَيُعَلـِّمُهُمُ الـْكِتـَابَ وَ الـْحِكـْمَةَ وَيُزَكِّيهِم), فمساعي الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بناء حضارة دينية لكافة الأفراد والمجتمعات , فتحملت استمرار الرسالة إلى الأقمار من الأئمة الأطهار (عليهم السلام) لتوصيل الرسالة المحمدية إلى العالم بأسره , لكن النكبات و الانقلابات التي جرت بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) والتي استمرت إلى يومنا هذا كانت حائلا في عدم تحقيقها ,فتخلفت الأمة الإسلامية نتاج تلك الانقلابات , فأخذت الأمم الأخرى السالكة في درب الظلام تتقدم بتطبيق العلوم المحمدية في مجتمعاتهم فتسلكت وعملت بالعلوم الإسلامية بعقائد بعيدة عن الإسلام .
فلخص سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان أسباب انهيار الحضارات :
1. الضعف الذي يدك في مركز القيادة في الأمة الإسلامية .
2. وتمرد بعض الأقليات بسبب ضياع حقوقها سواء أكانت سماوية أم دولية .
وأسبابها راجعة في ضعف البناء الروحي بجلب منفعة ودرأ مفسدة للأقلية على حساب الأكثرية .
3. العقل والحكمة في مجارات الواقع والأحداث , بعدم التظليل .
مستدلا بقول الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) :( إذا بلغكم عن الرجل حسن حاله فانظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله).
وفي الختام انتقل سماحته بمواصفات المتلقي الجيد بالفهم والوعي وعدم تحريف الكلم والأحداث والوقائع حيث تخالف صفة الصدق والمصداقية فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :(لا خير في العيش إلا في رجلين عالم مطاع ومستمع واع), ثم ذكر سماحته بصفات العالم مستدلا بذلك عندما سئل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم) من نجالس . قال على لسان عيسى للحواريين :
· من تذكركم الله رؤيته .
· ويزيد علمكم منطقه .
· ويرغبكم في الآخرة عمله .
فالفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا , فجوهر العالم دينه موصولا بآخرته وليس بدنياه فمداخل الدنيا التباع السلطان ,فهناك علماء دين وفي المقابل علماء دنيا , وفي نهاية المطاف النتائج المترتبة في منفعة الناس.
للإستماع للمحاضرة اضغط على الرابط