المرجعية الراشدة واسطة الفيض المهدوي
وأشار في مجمل خطبته إلى غيبة الإمام الصغرى التي جاءت في حدود نيف وسبعين سنه تتابع النواب بأدوارهم فمارسوا الوساطة بين الأمة في شؤونها والخلف الباقي وإفاضاته المقدسة.
وبرحيل الرابع منهم إلى الرفيق الأعلى أُغلقت أبواب النيابة. وتلتها غيبة كبرى امتدت من ذلك الزمان وحتى يومنا هذا، مؤكدا سماحته أنها غيبة لا تعني مفردة الغياب بل الحضور المحض فهو عليه السلام إمام سائح يمشي في أوساطنا ويسوس أمورنا وتعرض عليه خبايا قلوبنا ولا يخفى عليه شيء من مضمرات سرائرنا .. حاضر يجيب المضطر ويسعف الغريق.
ونوه إلى أن البعض يدخل السرور على قلب الإمام بسلوكه والبعض يُقرح قلبه بعدوانية ظاهره وباطنه. فهو الرقيب على ما يلفظه القائلون والعتيد أيضاً على ما يفعلون.
جازماً أن لنا يداً في زمام تعجيل نهضته المباركة ويداً أخرى في تأجيلها، وأن الفصل بيننا وبينه بعوالم زمنية مكانية مرهون بما كسبت أيدينا.
وأوضح أنه صلوات الله عليه قد ائتمن العلماء العدول على الأمة بكامل أزمتها باعتبارهم رواة يحملون روايات أهل البيت عليهم السلام من مظانها الصحيحة وينتزعون منها الأحكام لرفع التكاليف عن العباد، وكان زعيم الطائفة الشيخ المفيد هو أول مدار شامخ قام بأعباء النيابة العامة ..سطع من عهده إلى عهدنا حيث المرجعية الرشيدة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني مسيرة من كوكبة العلماء كل علم على حدا قدم إضافة وفتح باباً وأخذ بيد الأمة من واقع إلى واقع مشيرا إلى أن المرجعية مقام سامٍ رفيع وهي الرابط بيننا وبين الإمام المغيب عنا.
وأن المرجعيات جميعاً تعد روافداً لمسيرة الإمامة الحقة، وأنهم يصلون الليل بالنهار في سبيل تحمل شؤون الأمة.
وأوضح أن خلط الأوراق بين التكتلات والتحزبات تحت أي اسم كانت من منظمية أو حزبية أو قبلية أو بابوية هي عناوين تستوجب جرجرت الساحة إلى واقع معقد يجعل من المسؤولية أكثر ثقلا ومساساً وحرجاً لذلك لابد من النهوض بالتكليف الملقى على عواتقها.
وأشاد بالفتوى الصريحة التي أصدرها المرجع الأعلى السيد السيستاني من ضرورة مجابهة خوارج الأمة وهو خير دليل يشهد للمرجعية بالحضور والكينونة في أي قضية تمس الساحة.
وقد انطلق نداؤها لتسمعه أذناً صاغية تتعبد بأقوال المرجعية وفتاواها.
إنما المهدي فيض فيه نور الله لاح
من أراد الفوز يوماً يقتفي نهج الفلاح
ثم يمضي صوب قبس منه قد شع الصباح
فإذا تم بحمد فارفعوا صوت الصلاة
أمه الزهراء لطفٌ عند ذي العرش استقر
منه جاء الشبل بدراً عم بالنور البشر
وبه الأكوان دارت وكذا العدلٌ انتشر
فإذا ما الحق نادى فارفعوا صوت الصلاة
في علا الغائب سرٌ أصله نور الهداة
يرسم الأبعاد فيه خالقُ الكون ذوات
هم على التحقيق طاها هم علي في الثبات
وارتقاء النور فاطم حيث قامت للصلاة
منها أنوارٌ تجلت في سماء المكرمات
ولد المهدي قوموا وارفعوا صوت الصلاة
|
للاستماع اضغط هنا