"المجموعة الشعرية الكاملة".. السيد محمد رضا السلمان بين الماضي والحاضر نقطة انطلاق نحو أفق أرحب

"المجموعة الشعرية الكاملة".. السيد محمد رضا السلمان بين الماضي والحاضر نقطة انطلاق نحو أفق أرحب

عدد الزوار: 1493

2013-06-05

صدر عن دار المؤرخ العربي في بيروت، "المجموعة الشعرية الكاملة" للسيد محمد رضا الأحمد السلمان من الأحساء في المملكة العربية السعودية. وقد قاربت قصائد المجموعة ما ينوف عن أكثر من 1000 قصيدة موزعة على 4850 صفحة ومقسمة إلى ثماني مجلدات بعنوان مستقل، وكل مجلد منها سفينة بذاته يمخر بحور الشعر على متنها عشرات القصائد، يستلهم فيها الشاعر خياله دون أن ينفصل عن الواقع المعاصر، كما ويستحضر الماضي شاهداً أو مثلاً ليبني قصيدته بلغة سهلة ممتنعة تحاكي القدرات المعرفية عند المتلقي.

تأتي هذه المجموعة في زمن تطغى فيه العبثية على الموضوعية، والفوضى على النظام، لتقدم في متونها ذاكرة معرفية عقائدية تكرس في ضميرها الفكر الديني الذي نشأ عليه الشاعر، فتستعيد من الماضي الأثر الطيب حقباً وأعلاماً، كما تؤرخ للحاضر ما يفيد الباحث مستقبلاً من معالم هذه المرحلة من التاريخ.

ففي العقيدة والأخلاق، في أدبياته، النصيب الأكبر في هذه المجموعة، فهو يفرد عدداً كبيراً من القصائد يخاطب فيه أهل بيت الرسول(ص) وتعاليمهم وفكرهم الذي نهل منه كل معرفته التي حاكى مجتمعه من خلالها. كما أنه لم يهمل محاكاة الأوضاع الاحتماعية ومكامن الخلل فيها، إلى جانب معاناة أبناء المجتمع من ظروف في مجالات كثيرة، أكلت أوقاتهم في البحث عن تصاريفها. كما أنه لم يفته التركيز على العنصر الأهم في بناء المجتمع وهو الأخلاق التي تجعل من ضمير الفرد حارساً لسلوكياته.

يمهد السيد رضا لمجموعته بمقدمة عن منطقة الأحساء، مسقط رأسه وعرين نسبه، في المملكة العربية السعودية، يتحدث فيها عن تاريخ هذه المنطقة والتقلبات والأدوار التاريخية التي مرّت عليها، والأحداث التي جعلت من الأحساء محط أنظار الكثيرين من المؤرخين في كثير من سجلات الأقلام وروافده.

ولا ينسى الأثر الذي أورثته لأبنائها جيلاً بعد جيل، مستعرضاً أوضاعها من جوانب عدة ومستعيداً نماذج عن التراث الفكري الذي تتميز به دون غيرها من مناطق كثيرة من هذا المحيط العربي، دون أن يغفل عن العنصر الأخلاقي الذي يتميز به أبناؤها قديماً وحديثاً.

ويعترف السيد محمد رضا السلمان في مقدمته هذه، بأن الحداثة التي دخلت المجتمع الأحسائي ـ سلباً أو إيجاباً ـ تعود اليوم "بالأحساء إلى سابق عهدها الذي غابت بعض ملامحه، وربما يكون على أيدي أبناءها الذين لم يحفظوا للأم مكانتها"، مبرراً ذلك بأنه ربما " يكون للدخيل علينا أثره، لما يحمل من ثقافة".

يصل بعد ذلك إلى الحديث عن الأدب الأحسائي الذي يحتاج من وجهة نظره، إلى الشيء الكثير من البحث والدراسة، حيث أنه لا زال "يعيش الاغتراب المشتت بين طيات الكتب". إلاّ أنه يجزم بأن "الفرصة باتت مؤاتية، والكثير من آلياتها أصبحت في متناول اليد لمن أراد ذلك".

في هذا السياق، يتحدث الشاعر عن مجموعته الشعرية ليقول "إن صفاء الذّهن الذي أوجب العودة إلى دنيا الأدب، ومظنّة الشعر، واستعراض مجمل القضايا، وسبر الأحداث، واختبار القدرة"، شكّل إسهاماً في تقديم هذه المجموعة وقصائدها التي جاءت على "النسق التربيعي، موحّد القافية على حرف اللام المسكّن".

إن الأغراض التي تضمنتها كالغزل والاجتماع، والتاريخ، والقصيدة، والحداثة، هي التي أعطت لهذه الرباعيات ميزتها. وهي بطولها مهداة إلى الأحساء "الساحة الخصبة التي يلتقي على بساطها الأخضر عشاق الطبيعة الغضّة، وأصحاب الخيال الواسع وحَمَلة الأدب الرفيع".

وقد أفتتح قصائد مجموعته الشعرية بقصيدة يخاطب فيها الأحساء بعنوان "المقصورة الهجرية"، فيقول في بعض أبياتها [مج:1، ص:30 ] :

 

أرى الّطرف بعض عبيد الغرام / فما انفكّ يغري ولا قد كفى

فعـــــذراً إليــك وأنــت الحقيـــق / وعذراً إليــك وصولاً غلا

أحبّـــك حــبّ الربيـــــع هنـــــاءً / قرين الطيور بشرع الهوى

 

وفي قصيدة أخرى هي "حديث الذكريات" [مج:1، ص:364] :

 

بدأت دربي لا خوفــــاً ولا قلقـاً / أسائل النفس والأشــــواق منطلقا

ورحت أبعث أفكـــاري مجنّحةً / كي تسبق الريح والأمواج والأفقا

فما مررت بذات الخدر حاسرةً / إلاّ وقلت: عساني أمســــك الرّمقا

كرامة المرء أنفــــــاسٌ معطّرةٌ / وقيمة المرء في الأعراف ما خلقا

 

وقد وُسِمت مجلدات المجموعة بهذه العناوين:

 

1. أوراق هجرية

2. كلمات فوق السحاب

3. ترانيم الذكريات

4. تجليات شاعر

5. حنين القوافي

6. أريج الذكريات

7. تباريح المساء

8. لمسات وتر

 

بقلم / علي .أ. دهيني

رابط الخبر : http://www.lebanon.shafaqna.com/component/k2/item/26683-