المتعة في حدود التكليف

المتعة في حدود التكليف

عدد الزوار: 2144

2009-01-10

    بعد أداء سماحة السيد محمد رضا السلمان لصلاة الظهر,بدأ سماحته خطبة يوم الجمعة 12/1/1430هـ بحث الشباب الموالي بالاقتداء بشخصية هشام بن الحكم الذي تمنى الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام ) أن يكون في كل مجلس هشام, فعندما يقال بأن من المحال أن نأخذ المعصوم قدوة ولا نصل إلى أدنى مرتبة ودرجة منه , فلما لا ينبغي من كل شاب الوصول إلى مراتب و شخصيات لازمت وتأثرت بالمعصوم عليه السلام سلوكا وسيرا ومنهجا  كهشام وهو في السابع عشر من عمره حينما دخل في مجلس قام الإمام الصادق عليه السلام من مجلسه وأخذه بالأحضان ووسع له حيث قال عنه الإمام(عليه السلام) يتقن الطيران والانقباض في مجال البحث والمناظرة .

    بعد ذلك استرجع سماحته الحديث والكلام عن المتعة من منطلق السنة الشرعية , حيث جاء فيها سيل من الروايات بطرق صحيحة ومعتبرة عن محمد وآل محمد , واستدل فقط بثلاث روايات وهي :

1 / عن ابن عميرعن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال )):إني لأحب للرجل أن لا يخرج من الدنيا حتى يتمتع مرة )) .

2/ عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ((المتعة والله أفضل وبها نزل القرآن وجرت السنة )) أفضل : أي الحج المستحب عندما سأل زرارة الإمام الصادق (عليه السلام) في أمور واجبات الحج ومستحباته .

3/ عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فقال لي : يا أبا محمد تمتعت مذ خرجت من أهلك . قلت : لا . قال (عليه السلام ) : وّلِمَا . قلتُ : ما معي من النفقة يقصر عن ذلك .قال أبو بصير : فأمر لي بدينار . قال عليه السلام :أقسمت ُ عليك أن صرت إلى منزلك حتى تفعل )).

    حيث تلك الروايات تثبت المتعة من مبدأ حصانة الرجل في حال غربته , وعدم وجود السبل في الزواج الدائم ,ولأنه يكره وجود الرجل في بيته لوحده .

     فأسباب طرح المتعة على بساط المتعبد لله سبحانه والمتمثل بأوامره و أوامر نبيه الكريم وآل بيته الغر المحجلين من أربعة أمورهي :

1/ المتعة خفيفة المؤنة  بخلاف الدائم .

2/ المرأة المتمتع بها لا نفقة لها ولا ميراث .إلا بشرط من أحد الطرفين و فالمؤمنون عند شروطهم .

3/ لا يجب على المرأة المتمتع بها لزوم الدار .

4/ عدم وجوب المبيت على الزوج المتمتع بالزوجة المتمتع بها .

     فالمتعة في عصرنا المتلاطم بالأحداث والمغريات والهوى , وفي ظل كثرة العنوسة في مجتمعاتنا والمطلقات والأرامل وفي  ارتفاع الاقتصاد على الفرد , سبيل في حلحلة هذه المشاكل الاجتماعية , و لذلك قال الفخر الرازي في شرحه الكبير في الجزء العاشر : عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) ))لولا أن عمر نهى الناس عن المتعة لما زنى إلا شقي )) .

     وفي ختام خطبته ذكر سماحته أحاديث معتبرة تدل على عدم عمل بعض المتمتعين والعاملين بها داخل بلادهم  وفي نطاق الدائرة الاجتماعية المتواجدين فيها برواية عن عمار قال قال أبو عبد الله لي ولسلمان بن خالد  (( لقد حرمت ُ عليكما المتعة من قبلي ما دمتما في المدينة لأنكما تكثران الدخول علي وأخاف أن تأخذا فيقال هؤلاء أصحاب جعفر )).

    وفي حديث آخر كتب أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه ((لا تلحوا علي المتعة إنما عليكم إقامة السنة فلا تنشغلوا عن فراشكم وحرائركم فيكفرن و يتبرين و يدعين على الأمر بذلك فيلعنوننا )).

 

   وفي الأسابيع القادمة ستطرح الشروط والمقومات لعقد المتعة بما لها وما عليها وما يترتب عليه من حكم .

  وفي الختام شكر كل المؤمنين الذين قاموا بإحياء مراسم عاشوراء على خير وجه, وفي صورة غير مسبوقة كما وكيفا ,مؤكدا على أهمية ذلك في القادم من الأيام . كما شكر الجهات الرسمية على جهودهم في الحفظ والمحافظة على أماكن المراسم الحسينية .

وللإستماع للخطبة إضغط على هذا الرابط