العلمانية والإرهاب وجهان لعملة واحدة

العلمانية والإرهاب وجهان لعملة واحدة

عدد الزوار: 1321

2016-07-16

الجمعة 1437/10/10

في خطبة الجمعة التي تلت حادثة "نيس" وسبقت حادثة الإنقلاب في تركيا ..أعرب سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان حفظه الله عن بليغ أسفه حول الوضع المزري الذي تمر فيه الأمة وكيف خُلطت الأوراق ،وارتدى المجرم قناع الطهارة، و أننا بتنا نعيش في زمن يُقتل القتيل ويُمشى في جنازته ويُلطخ بدمائه جدران أبرياء الذمم. وهو ما دعى سماحته لأن يفصل الحديث في الفرق الشاسع بين الأديان السماوية والأنظمة البشرية الوضعية في زمن صار فيه شرح البديهيات مطلبا ضروريا ، فجاء على معنى الدين لغويا واصطلاحاً خلُص فيها إلى أن الدين هومجموعة من القيم التي تدين بها الأمة على نحو من الاعتقاد إن قولا وإن عملا .

و أشار سماحته إلى أن اثني عشر قرنا من الزمن كانت كفيلة لأن تأخذ المدرسة العلمانية نصيبها الكبير على خارطة هذا الكوكب المترامي الأطراف برا وبحرا، مضيفا أن العلمانيين هم المتسيدون على العالم اليوم والمستحوذون على مقدرات البشر والمسيطرون على أساطيل أرزاقهم والعابثون في أرض الله،واستعرض مزاعمهم في أن الدين عبارة عن شيء موروث من الآباء والأسلاف وهم يرون أنه قد تم تجاوزه من خلال الدولة العلمانية بالعلم والعقل،وينشرون ثقافة طي الموروث ، وتحكيم العقل والعلم والاستغناء التام بهما عن الدين.

وأكد أن الدين لايصطدم بالفطرة والعقول انما يتعارض مع المصالح الشخصية كما أن الدين هو  الصلة بين الحياة الاجتماعية وبين العبودية لله "ان اعبد الله لا يمنعني ان اخطو للامام واصطحب المجتمع معي الى الرقي"

مفارقة بيّنه حيث ان المشرع هو الله وان اختلفت الرسالات والرسل، أما العلمانية فهي وضع بشري صنائع الماسونية التي لايمكن ان تضع تخطيطا او تشريعا لإسعاد البشر او لمصلحة أحد . هو نظام وضعي وحشي يفتعل الشر ويشب الفتن ويقرع طبول الحروب ويقوض صروح السلام ويصرع حمائم الخير وقد يشعل جذوة نارٍ بين قومين تأكل الأخضر واليابس لا لشيء إلا أن يمول هذا وذاك سلاحا كان قد صنعه ليدمر الشعوب ويهتك النفوس ويسفك الدماء.

وعاد سماحته يستفهم متعجبا كيف يُحارب الإسلام من أجل شخص واحد ؟! ثم استدرك أن الظلم لابد أن يأخذ دورة كاملة حتى يعود فيرتد على أم رأس صاحبه، وتوقف لحظات يتساءل لو ان المسلمين نجحوا في تقديم الإسلام للعالم كما نزل نقيا كما ينزل ماء المطر .. لما عودي ولا حورب، لكنه اختصر السبب في كلمتين :إنما "التسويق سيء"

وختم بقسمٍ موجه للدواعش والله مهما دبرتم وتآمرتم واعدتم سقيفة زمن غابر فلن تخلوا مساجدنا ولن ترهبوا نساءنا ولا رجالنا وسنربي أطفالنا على الشجاعة التي تعوزكم وعلى الشكيمة التي تنقصكم و أنه لايمكن لهذه الجرذان أن توقف مسيرة أمة صنعها الرسول المنتجب والنبي الخاتم أشرف الخلق وأعظمهم خلقا وشأنا .

للإستماع اضغط هلى الرابط