الظلم و آثاره على المجتمع

الظلم و آثاره على المجتمع

عدد الزوار: 1889

2009-02-07

       حيث سلط سماحته الضوء من خلال تلك الآية الكريمة على أن الظلم لا يولد  إلا الظلم , والصراع بين الأفراد والمجتمعات , فيعطي مؤشرا واضحا على بدأ المسير نحو الهلاك والدمار , كما اندثرت الأمم السابقة على مر العصور, ومنشأ تلك الصراعات يكمن في تيارين : الأول :يتصف بالقوة.والثاني :يتصف بالضعف , وكلاهما يكتسبانها الطرفان تحت ظروف مختلفة .

    إذ أنَّ القوة أمام الظالم ممدوحة , والقوة أمام الضعيف مذمومة , والضعف والتواضع أمام الحق محمود ,والضعف والتواضع والتخلي والتنازل دون الحق مذموم . فوجود القوي من جهة , والضعيف من جهة أخرى يولد الصراع منشأه تقاطع المصالح ,فالقوي الظالم يمارس الظلم لأنه يجد في الطرف الأخر وهو الضعيف المظلوم والمقهور محفزات وصفات الضعف فيرتكب أشكالا متنوعة ومختلفة من الظلم والاستمرار فيه ,فمن أهداف الظالم الجائر هو الظلم والطغيان وتفشي الجريمة والرذيلة والفساد في المجتمع, ليتمتع بسلطته وتطهير عرق ليبقى عرق وتدمير طائفة لبقاء طائفة أخرى  بدعوة أنها أفضل الشعوب وأفضل الطوائف  وأشرفها .

      فصنف سماحته الصراعات إلى ثلاث :1/ الصراع الأممي .2/ الصراع الجماعي .3/ الصراع الفردي.  فالبدأ بالصراعات الأممية ومرورا بالصراعات الجماعية لاختزالهما واجتماعهما في عصارة واحدة وفي شخصية فردية متمثلين بالصراع الفردي, من أمثال فرعون والحجاج وفي عصرنا صدام وشاكلته , فتحْمِل هذه الشخصية الفردية من الصراع الفردي شعارا وإن كان مضمرا ومستورا ( أنا ربكم الأعلى). من هذه النظرة نخرج بدكتاتور الأسرة وليس الرجل محصورا بهذه الصفة  وإنما المرأة شريكة بالصراع الفردي والتاريخ  خير دليل ,   فالحفاظ على المدنية وتطبيق الحقوق والتشريعات الإلهية هي في الأمة العادلة التي منبعها مخافة الله سبحانه , وبسط الأحكام الإسلامية الشرعية على مصراعيها , والعمل على النهج الرسالي المحمدي الذي هو حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة   .

      ثم انتقل سماحته إلى بعض السلوكيات المتفشية في المجتمع من الكرامات والخرافات والخزعبلات , التي يقوم بها بعض الأفراد ذوات الإيمان الضعيفة والتي لا تمت بالمذهب بأي صلة , بل يسيء له وللأئمة الأطهار (عليهم السلام) الهدف منها التلاعب على عقول بعض المؤمنين واستصغار شأنهم واستقلال تفكيرهم الضيق في خدمة أعداء المذهب .فمتى ما كان المؤمن قوي الصلة بربه مخلصا لله وحده متوكلا على الله لا أحد سواه معتقدا بالأئمة (عليهم السلام) أئمة وقادة له ,كان كما قال الله في الحديث القدسي تقول للشيء كن فيكون .

     وفي الختام  حث سماحته الشباب السالك على درب نور العلم المحيي القلوب من الجهل والمضيء للأبصار من الظلمة , المذاكرة الحثيثة لنيل أعلى المراتب والدرجات العليا .