الشيخ علي الجاسم

الشيخ علي الجاسم

عدد الزوار: 3368

2011-05-12

في مدينة قم المقدسة تعرفت عليه وقد اعتمر العمامة وسلك طريقه الحوزوي مع ملكة خطابية جيده وحافظة وقادة مدنه برصيد جيد من الملعومات وقد سعى في اواخر ايامه في قم ان يركز على الأخذ بغيره الى درجة من التجدد والتغير من خلال احتكاكه مع بعض رموز المنبر الحسيني وفي مقدمتهم الشيخ المرحوم الدكتور الوائلي الذي شدد العلاقة معه طوال الفترة التي قضاها في سوريا حيث استفاد منه في الكثير من جوانب منبره مما عكس انطباعاً جماهيرياً طيباً بعد عودته الى البلاد ولقد كان بمقدوره أن يقوم بدور أكبر ويخطو إلى الأمام أكثر في هذا المجال ,غير أن زحمة الحياة وقسوتها حتمت عليه لوناً من الانشغال العائلي مما استوجب ابتعاده قليلاً عن دائرة فنه.

لقد كان أخاً وصديقاً وزميلاً في آنً واحد لا يتردد في إسداء النصح والتوجيه وإن استوجب ذلك الشيء الكثير, فهو مصداق الصديق الصدوق لصديقه ,قد وضع نُصب عينيه المصلحة فوق كل اعتبار حيث أن الانسان يسير نحو هدف ومن كان قد رسم الطريق صوب هدفه فإن عليه أن لا ينحرف عنه.

وقد كان يشدد على أن الغربة كربة لكنها مدرسة جادة لا تعرف إلا من يعطيها كله لعلها تجود ببعض له.

تباحثت معه بعض المقررات الحوزوية فوجدت منه الرغبة الجادة في فهم المادة واستظهارها مع سلاسة عرض ووضح عبارة تجد فيها دقة المعنى.

لقد كان يحمل نكراناً لذاته منقطع النظير إذ من الطبيعي أن يتخلى عن مجلس عزاء لشخص لم يتحصل على مجلس في أحد المواسم الذهبية,أو تراه قد أعد العدة لأمر ما وإذا به سرعان ما يتخلى عنه من أجل مصلحة طرف آخر.

كان يحمل نفساً كبيرة ً تواقه لكل خير وإذا كانت الحياة تُحسب بالأفعال فبظني أنه ترك ورائه الشيئ الكثير مما يدلل على غرسه الطيب وأهل بلدته أعرف بذلك.

أعرف عنه شغفه بتقريرات دروسه و تبييض مجالسه الحسينية وكم أتمنى أن يرى شي من ذلك النور.

ولعلي لا أجد بي حاجة لأحفز فيه أخوته  محمد وصالح ما يستوجب ذلك حيث أن معرفتي بهما تغني كثيراً وتبقى المسوؤلية في حدود مدى شعورهما بالمسؤولية.

كان على درجة عالية من صدق اللهجة مما ولَد له بعض التقاطعات غير أنه لم يغير من أسلوبه محتجاً في كل ذلك بأن المجاملة حبلها قصير وضريبتها فادحة ولا تقف عند حد معلوم.

اختطفه المنون بعد صراع جاد في ميدان الحياة وبعد تعرضه لعارض صحي ما كان يتعامل معه بروح المسؤولية الجادة وعلى خلاف ما كان عليه في كل أمور حياته.

أقول اختطفه المنون في عام 1418هـ وهو بعد لم يستكمل دوره ويقوم بكل مسؤولياته الاجتماعية على الرغم مما قدمه وهي بحساب الفترة التي قضاها كثير. لكن الساحة قد قفقدت ابناً باراً بها جاداً في الأخذ بأيدي المجتمع فيها.

وقد كتبت فيه مرثية بعنوان صدى البدر

لأنــــك تـعــلــم أن iiالـمــمــات
طريق الخلود سلكـت iiالطريـق
فـرحــت تـعـبـد كـيــف iiتـشــاء
ومثلـك أحـرى بـمـا قــد iiيلـيـق
حفـفـت الطـريـق iiبورد الـحـيـاة
مناظـر خجلـى وعـطـر iiعبـيـق
وبسـمـة ثـغـرك عـنـد iiالصـبـاح
رسـالـة شــوق لـكـل iiرفـيــق
ألفـتـك شمـسـاً تـبـث iiالضـيـاء
فقل لي على ما تركت iiالبريـق
أللمـوت حكـم علـى iiسالكـيـه
أم المـوت سـرٌٌ دقيـق iiعمـيـق
ألم تعـط للمـوت منـك iiالجـواب
بـأنـك بالـمـوت تـغـدو iiالطلـيـق
ألـم تـرفـع الـكـف iiنحوالسـمـاء
لساعة وصـلٍ بجنـب iiالمضيـق
غــداة جـثـوت عـلـى ركبـتـيـك
ودمعـك فــوق الـخـدود iiأريــق
بـك الجفـر نالـت علـى iiصغرهـا
مــدارج مـجـد كـبـيـتٍ iiعـتـيـق
يطوف على الجفر في كل عام
ألــوف البـرايـا لـشــم العـبـيـق
تـأمـلـت قــبــرك بعـد الـمـمـات
فشخّصـت فيـه قبـاك iiالأنـيـق
وعـمـة رأســك رمــز iiالـكـمـال
لهـا الـمـرء يـرنـو غــداة iiيفـيـق
فـيـرجـع مـنــك بـمــا iiيبتـغـيـه
فــؤاد طــروب وعـقـل طـلـيـق
ألفـتـك عـونـاً لـــدى iiالنـائـبـات
وعشتـك خـلا فنـعـم الصـديـق