السيدة زينب بين أكفف النبوة والإمامة
في الأسبوع الذي بتنا على أخر الساعات منه ذكرى ميلاد السيد زينب (عليه السلام )السيد الحوراء الكبرى الصديقة الصغرى لها من المقام والجلال والكمال والرفعة , الشيء الكثير ولا غرابة أن تكون زينب هي زينب حيث تربت في حجرة النبوة ونهلت من منبع الإمامة وتغذت من صدر الفطمة المعصومة ودرجت بين إمامين عظيمين جليلين كبيرين وهما السادة في الجنة السبط الأول والسبط الثاني , عندما تكون هذه الشخصية هذه صفته فلا غرابة في مكانتها الشريفة .
فأخذ سماحته بإسدال مكانته الجليلة من نواحي عدة بصبرها وعلمها وتضحيتها وحكمتها ,تعجز القيام بها أجيال تلو الأجيال لقيامها منفردة , فواقع كربلاء ومن مشاهدتها مصرع الشهيد ولمصارع أخوتها وأبنائها وأبناء أخوتها ,ورثت مصائب أمها فأخذت تقابلها بصبر أبيها , سطرت بلاغتها الموروثة من أبيها فأشهرتها أمام الطغاة من يزيد و أزلامه ,فهي العالمة الغير معلمة والفهمة الغير مفهمة , فهي تحمل صرخة المستضعفين في الأرض والحاملة للمبادئ والفكر الأصيل والأمينة المؤتمنة لفكر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) , فالتاريخ قصر كثيرا عند هذه الشخصية , فهل من حالة عقوبة ؟أو من إبراز رصد وترصد ؟ فحامل الاسم انعكاس وإن لم تحمل الانعكاس وسمت بها التمثل والتأثر بشخصيتها .
وفي نهاية المطاف من الثورة الحسينية والحركة الزينبية والمراقبة السجادية امتثال لما أرادته السماء والمبدأ الأصيل والفكر المحمدي لا يحيد عنها قيد أنملة ,فكانت عليها السلام المرأة التي نذرت نفسها في الحفاظ على الموروث فلم تقف جذوة زينب بل اشتد عودها وقوى صبرها وزادت عزيمتها بعد واقعة كربلاء , فأين نحن عن هذا الموروث ؟ بين العواصف الترابية التي تسعى سعيا حثيثا للنيل من العترة , فللأسف نجد البعض وكأنه في معزل عن العالم الخارجي ’ نجد البعض يقف أمام تفاهات الأمور وبساطة العقبات , فعلينا حقيقة تغيير الحال من الذات .