الزهراء انتخاب سماوي ودمعة مشفرة.

الزهراء انتخاب سماوي ودمعة مشفرة.

عدد الزوار: 454

2015-03-08

ولفرط جلالها وعظمتها فُطم الناس عن التحديق في هالة قدسها فجهلوا قدرها وطُمس عن بصيرتهم زمان شهادتها ومكاناً يحمل عبق جثمانها .. فلا يعرفها إلا الذي أوجدها سبحانه وتعالى ونبيه الأعظم والأئمة المعصومين.

ونقل عن عائشة رواية بسند معتبر تقول فيها :ما رأيت أحداً أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها .وكانت إذا أقبلت على أبيها على عظمة شأنه فإنه  يقوم إليها ويقبلها ويجلسها مجلسه، الأمر الذي يفصح عن مقام رفيع لا يحتمل الريب أو الشكوك. فإذا كانت هي حجة على بنيها فإن لها مقاما لم يحظى به  أحد من ولد آدم غير أبيها وبعلها.

ولسمو مقامها كان الوحي يتنزل عليها بعد رحيل أبيها حتى خمسة وسبعين يوما يحدثها بمجريات الدنيا إلى خواتيمها.

وبعد إسهاب مطول حول حديث لا تمله الأسماع عن الزهراء وأسرار مكتنزة لا يعلمها غيره ، تدرج سماحته يستنكر على من يخترع للأئمة امتيازات بتحريك عاطفة الإنتماء أو بغرض الفتنة واستثارة حمية الطرف الآخر، مشيرا إلى أن سادات الكون في غنى عن التلميع،  وإعجازهم تكفل بإبرازه الرب الجليل الذي اصطفاهم على الخلق أجمعين .

وختم ينعى ربيعها الزاهر الذي اغتيل في رابعة النهار جورا وعدوانا ، فلم تجد لضلعها المنكسر ولا لحرمها المنهتك ذابا أو مناصرا.. وكأنها لم تكن للنبي الأم و البضعة.